M@BrOuKi
M@BrOuKi
M@BrOuKi
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


‗_ღ التمـيز عنـوآننـآ.♥.المـحبـه شعـآرنـا .♥. الإرتقاء هدفنا..♥..نلتقي لنرتقي ღ_‗
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عين الذئب ...الجزء الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MàBrOuKi
Admin
MàBrOuKi


عدد المساهمات : 380
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
العمر : 27
الموقع : https://www.facebook.com/mabrouki.imane

عين الذئب ...الجزء الثاني Empty
مُساهمةموضوع: عين الذئب ...الجزء الثاني   عين الذئب ...الجزء الثاني Emptyالخميس يوليو 12, 2012 9:45 pm


* في الخارج*

رفعت آومي عينيها ناحية السماء، ثم قالت بقلق:

ناروتو.. هل لك أن تخبرني أين أستطيع أن أجد فندق أبيت فيه ليلتي؟ يستحسن أن أبحث عن واحد مناسب قبل أن يحل الظلام..

بلع ناروتو ريقه، ثم قال كاذبا:

آه حسنا… إن البقاء في كونوها غالي الثمن… هل أنت متأكدة من أنت تستطيعين تحمل نفقات الفندق؟

اتسعت عينا آومي لحظة، قبل أن تبحث في جيوبها بذعر، ثم ارتسمت خيبة الأمل على وجهها قائلة:

كما توقعت! لقد فقدت كل المال الذي كنت أحمله معي..

ثم اكتسى وجهها بالحسرة وهي تتنهد مضيفة:

والآن.. هل سأمضي ليلتي في العراء؟!

تعاظمت الشفقة في ناروتو تجاهها ثم أدرك أنه كان من المفترض أن تبقى معه، هذا الأمر الغير المتوقع يناسبه تماما.. صمت للحظة قبل أن يهتف بحماس مفتعل:

لـ لقد وجدتها! يمكنك البقاء معي!

رمقته آومي بنظرة خاوية مبهمة، مما جعله يشعر بالارتباك.. ثم قالت ببطء:

أبقى معك؟

اللهجة التي نطقتها كانت توحي أنها تفكر بعمق.. في ثوان معدودة اختفت النظرة الخالية من وجهها، وعادت تعابيرها المعتادة للظهور وهي تتساءل:

أأنت متأكد؟ ألن يزعجك وجودي؟

شعر ناروتو بالارتياح، فقد ظن لوهلة أنه قد أهانها بشكل ما.. أجاب بسرعة راسما ابتسامة على شفتيه:

لا مطلقا..

فهزت الفتاة كتفيها قائلة ببساطة:

حسنا إذن..

ثم أدارت عينيها ناحية السماء وهمهمت:

هاه

ما الأمر؟

تابعت التحديق بالسماء الرمادية مجيبة:

يبدو أن السماء بدأت تمطر..

لم تكد تتم عباراتها حتى تزايدت سرعة القطرات المتساقطة وبغضون دقيقة كان المطر ينهمر كالسيل..

فهتفت آومي ضاحكة وهي ترفع يديها لتغطي بهما رأسها:

آه ه ه

بسرعة فتح ناروتو معطفه البرتقالي ورفعها ليغطي بها رأسه وزميلته.. واندفعا عبر الشوارع الخالية للقرية. قادها ناروتو ناحية شقته.. التي كانت بعيدة نسبيا، ولذلك عندما وصلا إليها كانا مبتلين كأنهما خرجا من أحضان البحر..

انفجرا الاثنان ضاحكين وهما يندفعان داخل الشقة.. فهتفت آومي بمرح وهي تجلس على الفراش:

كان ذلك ممتعا..

ابتسم ناروتو موافقا وهو يجفف وجهه بمنشفة.. فمدت آومي يدها تلتقط الصورة المبروزة على الدرج قائلة:

هذه صورة جميلة..

ثم أضافت بابتسامة وهي تمعن النظر:

أهذا أنت؟ إذا كنت لا تمانع قولي، فإنك تبدو أحمقا للغاية….. ومن الأشخاص الآخرون بالصورة؟

اتكأ ناروتو للخلف وهو يجيب:

صاحب الشعر الأبيض هو المعلم كاكاشي.. أما الفتاة فهي ساكورا هارونو..

فأشارت آومي للشخص المتبقي متسائلة:

ومن هذا؟

تغيرت ملامح ناروتو للعبوس قليلا وهو يجيب:

ذاك هو ساسوكي أوتشيها..

صمت آومي، فقد شعرت أنها نست وتراً حساسا بسؤالها.. ولكن بعد لحظات ناروتو ابتسم مضيفا:

لقد التُقطت هذه الصورة منذ زمن بعيد..

شعرت آومي بالراحة لأنه لم يغضب منها.. ثم صمتت قليلا قبل أن تسأل:

آه ناروتو؟ هل لديك منشفة؟

رمى نحوها منشفة خضراء، جففت بها شعرها وبعضا من جسدها.. مرّت لحظات من صمت ثقيل.. قبل أن تقول آومي بخجل:

آه ناروتو؟

هاه؟

غمر وجهها احمرار خجِل وهي تقول مترددة:

آمم هل لديك ملابس جافة أبدل بها؟ ملابسي مبتلة للغاية ولا أريد أن أصاب بالبرد…

توقف لحظة مفكراً ثم مشى ناحية درج وأخرج منها قميصا أسود قصير الأكمام ورماه إليها.. التقطته في يسر، ثم ازداد وجهها احمرارا وهي تمتم:

امم هل لديك مكان أستطيع أن أبدل فيه؟

تجمد ناروتو للحظة، يستطيع أن يجيبها أن تذهب للحمام، ولكن ذلك لن يكون مناسبا للياقة.. فتلعثم وهو لا يدري بما يجيبها:

أنا امم.. لا.. هه…

ترددت آومي لثوان قبل أن تقول:

ناروتو… أنت شاب محترم أليس كذلك؟

لم يجبها حتى لا يبدو كالمغرور… فأضافت ببطء:

أنت تعدني أنك لن تختلس النظر صحيح؟ ولذلك آه.. هلا التفت بعيداً..

فعل كما قالت ووجهه محمرٌ خجلا.. بسرعة فتحت صدريتها كاشفة قميص أسود ضيق قصير سرعان ما غطتها وهي تلبس قميصه الأسود..

حسنا لقد انتهيت..

قالتها وهي تخرج شعرها من تحت القميص.. التفت ناحيتها ولاحظ أن قميصه واسع جدا عليها، وطويل يكاد يصل لركبتيها..

آومي؟

هاه؟

الآن دورك…

آه نعم… آسفة…

احمرت خداها وهي تمعن النظر في كفيها، في حياتها كلها لم تعش لحظات أكثر غرابة مما تعيشه الآن..

انتهيت..

التفتت لتجد أنه قد أبدل سرواله البرتقالي بأخر لونه أزرق داكن، ولكنها وجدت أيضا أنه لم يلبس قميصه بعد!.. فهتفت بخجل وهي تشعر بخديها تحرقانها:

ناروتو! ظننتك قلت أنك انتهيت؟!

لبس القميص الواسع الأبيض قصير الأكمام وهو يغمغم:

آسف لم أظن أنها مسألة كبيرة…

تنفست آومي بعمق، بالفعل الأمر لم يكن بتلك الأهمية، ولكن ولسبب ما، عندما يأتي الأمر لناروتو.. فإن الأمر…. مختلف..

تقدم ناروتو ناحيتها متسائلا:

لماذا وجهك محمر هكذا؟

ثم وضع راحته على جبينها وهو يميل نحوها أكثر قائلا:

هل أنت مريضة؟

شعرت آومي بقلبها يثب لحلقها، وارتبك عقلها، لماذاهوقريبجدا؟قريبجدا! ولكنه لم يتراجع وظل محدقا بها ببلاهة.. فأطلقت صرخة قصيرة بخجل وهي تدفعه في صدره:

إي ي ي ي …

تراجع ناروتو متعثرا ثم سقط على ظهره وسط كومة من أكواب الحساء الفارغة.. نهض ببطء متأوها:

لماذا فعلت ذلك؟!

فصاحت بوجهه:

ألم تسمع عن المساحة الشخصية من قبل؟! لقد كنت قريبا جدا!

ارتسم الضيق على وجهه وتمتم:

لقد كنت أحاول مساعدتك.. لقد ظننتك مريضة أو ما شابه…



رفعت آومي إصبعها لتشير للحجر الأخضر المربوط لعنقه بخيط أسود قائلة:

عقد جميل..

نظر ناروتو للعقد مبتسما للحظة قبل أن يقول:

إنها هدية..

ثم توقف لحظة قبل أن يضيف:

إنها قصة طويلة، ولكن يمكنك القول أنها عزيزة عليّ جدا..

هزت آومي رأسها بتفهم، ثم توقفت مفكرة، لا تدري ما تقوله.. في تلك اللحظة سمعت دوى الرعد، فالتفتت لتنظر خارج النافذة ورأت السماء تصب سيولها بغزارة فقالت بضيق:

يبدو أننا لن نستطيع الخروج قبل الغد..

ثم التفتت ناحية ناروتو متسائلة:

هل لديك شيء ممتع لنفعله؟

حك ناروتو رأسها مفكرا، ثم قال وهو يهز كتفيه:

يمكننا تسخين بعض الرامن المجمد… هل أنت جائعة؟

هزت كتفيها بدون اكتراث، فلا يوجد شيء أخر لتفعله.

*دوى رعد عال*

ارتجفت آومي قائلة:

إنها تمطر بغزارة منذ ساعات..

هز رأسه موافقا ثم قال ضاحكا:

لو كنت مؤمنا بالخرافات لقلت أن ذلك يبدو كفأل سيء…

تغيرت تعبيرات آومي للوجوم، فسألها وهو يمعن النظر بها:

ماذا؟ هل تؤمنين بالخرافات؟

ابتسمت قائلة:

هاه؟ لا.. الأمر فقط أن.. أنك قد ذكرني بصديق عزيز عليّ

ثم أمالت رأسها قليلا مضيفة بضحكة قصيرة:

لقد كان يتحدث كثيرا عن مدى سخافة الخرافات والفؤول السيئة…

ابتسم ناروتو، وكاد يسألها عن ذلك الصديق، ثم أحجم لأنه شعر كأنها لا تريد الاستمرار بذلك الموضوع..

تثاءبت آومي وهي تحرك مفاصلها، فقال ناروتو مشفقا وهو ينظر لعينيها المحمرتين:

يبدو عليك التعب الشديد…

تثاءبت مجددا ثم قالت وهي تجلس متقاطعة الساقين فوق فراشه:

بالفعل.. ولا أجد سببا لذلك..

نهض ناروتو واقفا وهو يمدد عضلاته وفال:

نامي أنت الآن إذا أردت…

لم تجبه آومي، وبعد لحظات أدرك السبب فقال بعد لحظة تفكير وهو يركل بعض الملابس من طريقه:

نامي أنت على الفراش، وسأنام أنا على الأرضية..

تفكرت آومي حينا ثم هزت رأسها رفضا وهي تقول:

لا.. ستموت من البرد هكذا..

إذن أين تريدينني أن أذهب؟

ترددت آومي لحظات ثم قالت وخذاها محمرتان:

يمكنك النوم بجانبي.. الفراش واسع و…

حدق بها ناروتو واسع العينين مفكرا.. لا يدري بما يجيبها.. فأجاب بخفوت وهو لا ينوي الإيجاب:

حسنا…

ازداد اتساع عينيه.. لقد كان ذلك حادثا! لم يقصد أن يقبل..

ولكن آومي هزت كتفيها ببساطة وهي تأخذ مكانها تحت الأغطية.. تردد ناروتو لحظات قبل أن يفعل المثل.. فرقدت آومي ساكنة تحدق تجاه النافذة في حين أغلق ناروتو الأضواء قبل أن يتخذ مكانه بجانبها..

استلقى ناروتو دون حراك، غير مصدق الوضع الذي وجد نفسه فيه.. لطالما تمنى أن يدخل الفراش فيجدها دافئة.. أغلق ناروتو عينيه وابتسم.. مستمتعا بالدفيء الذي يصل ظهره وقطرات المطر التي تضرب النافذة وصوت تنفس آومي الرتيب..

همس ناروتو لنفسه بفعل العادة:

تصبح على خير…

فجاءه صوت آومي الخفيض الناعس مجاوبا:

تصبح على خير..

توقف ناروتو للحظة ثم ابتسم.. إنه يشعر بالسعادة، فهو ليس وحيدا بعد الآن..

استيقظ ناروتو على الصوت المزعج لتغريد العصافير.. حرك يده يتحسس الفراش وعيناه ما تزالان مغلقتان، فأحس ببرودة الفراش..

آنسة ساكورا~ لماذا نهضت.. ساكووووراا…

ولكنه في تلك اللحظة أدرك أن ذلك كان حلما، ساكورا لم تكن معه قط.. لقد كان وحيـ…..

آه ناروتو، لقد استيقظت…

هاه؟!

قاطع الصوت لودود سلسلة أفكاره وجعله ينهض جالسا بسرعة، وعينيه تسارعان للفتح.. رأى آومي واقفة في الركن الذي يسميه المطبخ، وكانت تقلي شيئا ما.. التفتت ناحيته مبتسمة وقالت:

أنا أقلي بعض البيض.. لأنني لم أجد في ثلاجتك سوى البيض، والحليب، والكثير الكثير من أكواب الرامن… يبدو أنك لا تطبخ كثيرا هاه؟…

لم يزد ناروتو عن هزة رأس بسيطة.. فلقد كان يحس بالارتباك، لأنه لم يعتد أن يستيقظ ويجد شخص ما يطبخ له الفطور.. الأمر كله جعله يشعر بالغرابة.. في تلك اللحظة قالت آومي بابتسامة وهي تضع فطير البيض على صحن ثانٍ:

ألن تأكل؟

كانت قد بدلت ملابسها وارتدت صدريتها ، وقد كانت تتصرف بثقة كاملة، في شقته!

تابعت آومي كلامها بدون أن يبدو أنها لاحظت دهشته فقالت وهي تضع الصحنين على طاولة منخفضة:

لقد نظفت شقتك قليلا كشكر على سماحك لي بالإقامة معك.. وبصراحة، لقد كانت فوضوية جدا..

في تلك اللحظة لاحظ هو صِحة ما تقوله.. فشقته كانت نظيفة! كل شيء بدا له شديد الغرابة.. تساءلت آومي حينها وهي تجذب وسادة وتجلس عليها بركبتيها أمام الطاولة:

هل من خطب ما؟

أجاب بسرعة مدركا أنه يتصرف بالغرابة:

لا.. لا شيء..

ثم جلس مقابلها ممسكا شوكته وهو يضيف بابتسامة:

أشكرك، كل شيء يبدو رائعا..

ابتسمت آومي بدورها وقالت لتبدأ الأكل:

إيتاداكيماااسو…
جلست تسونادي خلف مكتبها، وقالت وهي تشبك أصابعها:

هل من معلومات جديدة يا شيزوني؟

تفحصت شيزوني أوراق بعض التقارير ثم قالت:

كلا للأسف.. حتى الآن، كل المجموعات التي تم إرسالها قد باءت بالفشل أو أبيدت على أخرها..

تنهدت تسونادي ثم قالت بضيق:

كأننا نطارد شبحا..

تنهدت شيزوني بدورها وهزت رأسها موافقة، فقد بدأت تحس كأن…..

هاها لن تقبض عليّ أبدا‼

صاحت بها فتاة صغيرة وهي تجري متجاوزة ناروتو وآومي.. فهتف ولد صغير وهو يطاردها:

آههههههه توقفي!

أطلقت آومي ضحكة مرحة، ثم قالت بابتسامة:

كونوها مليئة بالنشاط والحيوية..

كان ناروتو على وشك أن يجيبها، عندما لحق الولد بالفتاة، ودفعها في ظهرها بغضب، فسقطت الفتاة وانفجرت باكية..

تقدم ناروتو ناحية الطفل وركع بجانبه وهو يديره ليواجهه قائلا:

لا يجب أن تضرب فتاة أبدا، فليس هذا من شيم الرجال الأقوياء..

كور الولد قبضتيه وهو يقول محنقا:

ولكنها تثير جونوني!

فهز ناروتو رأسه مضيفا برصانة:

ولا يجب أن تضرب بسبب الغضب أيضا..

نهضت الفتاة فقال ناروتو مشيرا تجاهها:

هيا اعتذر لها..

خفض الولد رأسه وقال بخجل:

أنا آسف ياهيرومي..

فطرفت الفتاة رموشها الدامعة وقالت بصوت خفيض:

لا بأس..

فابتسم ناروتو وقال مشيرا بيده:

والآن اذهبا للعب..

فأخذ الولد بيد الطفلة وجرى مبتعدا ثم قال وهو يلوح بيده:

وداعا ياسيد نينجا!

تقدمت آومي بخفة لتقف وراء ناروتو وهي تقول بابتسامة صغير وتنحني قليلا:

حسنا حسنا.. انظر إلى نفسك يا.. معلم..

حك ناروتو مؤخرة رأسه وضحك قائلا:

أ-أجل..

بقيت الابتسامة باهتة على شفتي آومي فنهض ناروتو وكان على وشك أن يقول شيئا ما، عندما التفتت آومي بعيدا بحركة حادة لتحملق في بعض الشجيرات القريبة..

فتقدم ناروتو ناحيتها خطوة متسائلا:

آومي أأنت بخير؟

لم تجبه في البدء وهي تتابع النظر اتجاه الشجيرات بنظرة مبهمة.. ثم لم تلبث أن عادت تعابيرها للارتخاء وهي تلتفت في الناحية الأخرى.. ثم أغلقت عينيها بهدوء مبتعدة وهي ترسم ابتسامة باهتة قائلة:

آه إنه لا شيء.. دعنا نذهب

حدق ناروتو بالشجيرات بارتباك، ثم التفت لصديقته متجها نحوها بسرعة..

قال الأنبو صاحب القناع المخطط بالأخضر محدثا زميله:

هل تظن أنها رأتنا؟

هز زميله صاحب الشعر الأسود رأسه نفيا ثم قال:

ولكن يبدو أنها أحست بوجودنا..

لم يضف صاحب القناع المخطط حرفا، بالرغم أنه كان متأكدا من ذات الشيء تماما..

صاح ناروتو محاول اللحاق بصديقته:

آومي انتظري..

ثم وقف بجانبها مضيفا بقلق:

ما الأمر؟ أنت لا تتصرفين كنفسك اليوم..

رمقته الفتاة بنظرة مبهمة مريبة، أثارت الانزعاج في نفسه، ولكن سرعان ما التفتت بعيدا وقالت مبتعدة:

إنه لا شيء..

بقى شعوره بالانزعاج لحظات معدودة قبل أن يلفظها عن نفس.. فصاح وهو يجري تجاهها:

هاي! انتظريني..

وأخيرا وبعد يوم طويل وصل اليوم لنهايته، وناروتو وآومي يتاهادان لشقة الأول.. فقالت آومي بابتسامة:

كان انطباعي الأول عن كونوها صائبا، القرية كلها نشيطة فعلا..

فانتفخت أوداج ناروتو وابتسم فخرا بقريته، فأضافت آومي وهي ترتجف:

ولكن المكان بارد جدا!

هز ناروتو رأسه بدون معنى وهو يقول:

ولكنه ليس كذلك غالبا، الواقع أننا نمر بطقس غريب هذه الأيام..

ابتسمت آومي مجاملة، ولكنه كان من الواضح أن عقلها شارد في مكان بعيد.. فارتسم الإهتمام على وجه ناروتو وهو يتساءل بحذر:

هل من خطب ما يا آومي؟

التفتت ناحيته بشرود للحظة ثم ثابت لرشدها وهي تقول بابتسامة كان من الواضح أن تجاهد للحفاظ عليها:

مـ ماذا؟ ها لا.. أنا بخير..

ثم قالت بمرح مفاجئ:

ياااه أكاد أتجمد من البرد!

بدا لناروتو تمثيلها واضحا، ولكنه لم يستطع التفوه بحرف واحد..

بقى كلا من ناروتو وآومي مستيقظين مؤخرا يتكلمان ويتمازحان حتى فات منتصف الليل بساعة أو ما يزيد قليلا..

فوقف ناروتو متثائبا وهو يمد ذراعيه على امتدادهما ثم قال:

ربما يجدر بنا النوم الآن؟

بقت آومي على حالها وقالت بابتسامة:

نم أنت.. أنا لست تعبة بعد.. قد أغسل الصحون أو ما شابه..

هز ناروتو كتفيه بتعب، ثم فال وهو يخلع سترته البرتقالية ويبقى بقميصه الأسود قصير الأكمام.

تابعت عينا آومي الهادئتان ناروتو وهو يزحف داخل الفراش ويندس تحت الأغطية، ولم يمض كثيرا من الوقت حتى كان نائما بعمق ويشخر.

تناثر المياه من بركات المياه ومجموعة من خليط من الأنبو والجونين يعدون عبر شوارع كونوها الفارغة.

التفت أحد الجونين ناحية زميلته وهو يقول:

لقد سمعت أن هناك من شاهد الذئب.. هنا! في كونوها!

صمتت الجونين شقراء الشعر بضع لحظات، وهي تنظر لظهري فردي الأنبو اللذان يعدوان في المقدمة ثم قالت:

ليس هذا فحسب! سمعت أنها في مبنى الهوكاجي أيضا!

اتسعت عينا الأول بارتياع، فزجرهما جونين ثالث قائلا:

هذا يكفي أنتما! ركزا على مهمتكما…

قالها ثم أسرع في الجري ليسبقهما ويلحق بالأنبو.. فرد الاثنان في نفس الوقت:

حاضر

قبل أن يسرعا أيضا ويقفزا فوق أسطح أحد المباني القريبة..

بصمت تام انزلقت عبر النافذة داخلة للغرفة ووقفت على الأرض المغطاة بالغبار.. تفقدت الغرفة بحذر ولحسن حظها وجدت أنها فارغة. مشت ببطء بمحاذاة المكتبة الضخمة وهي تقرأ عناوين الكتب، فلم تجد شيئا ذا قيمة.

بسرعة غادرت الغرفة وتسللت للغرفة المجاورة.. لم تجد سوى كومة من المخطوطات القديمة ملقاة في أحد الأركان.. فركعت بجانبها وألقت نظرة سريعة على محتوياتها، فلم تجد أي شيء مثير للاهتمام..

الغرفة التالية كانت مغلقة وكذلك الغرفة المجاورة لها، فقررت أن ترجئ عملية فحصهما للنهاية إن لم تجد مبتغاها في باقي الغرف.

بحذرة قطعت الممر بخطى سريعة، فجأة سمعت صوت خطوات تقترب.. فتراجعت قليلا وهي تذوب في الظلال المحيطة بها وتشهر كوناي حاد. تعالى صوت الكعب الأنثوي وهو يقترب، فضاقت عيناها الفضّيتان وهي تجاهد لترى الزائر الغير متوقع. كانت امرأة تلبس كيمونو أسود اللون، وكانت تحمل كومة كبيرة من المستندات وهي تعبر أمام الممر المظلم.

كانت المرأة ذات الشعر الأسود القصير على وشك تجاوز الممر تماما عندما توقفت فجأة وغمغمت محاولة اختراق الظلام الدامس بعينيها:

هاه؟

توترت النينجا فضية العينين، وضاقت قبضتها الممسكة بسلاحها وهي تعد نفسها للهجوم، ولكن المرأة اعتدلت فجأة وتابعت المشي بنفس وتيرها السابق.

بقت النينجا ثابتة في وضعها لبضع دقائق حتى تتأكد أنها وحيدة من جديدا، ثم خطت خارجة من الظلال وتفقدت المكان. كان هناك العديد من الغرف، ولكن لم يبدو على أحدها أنها تخفي ما جاءت من أجله داخلها. ألقت نظرة حول أحد المنعطفات، فوجدت المزيد من الغرف التي عليها تفتيشها، ولكنها عادت تلقي حساباتها فقد كان من الخطير أن تخرج إلى الأماكن المضاءة.

بسرعة أدارت الأمر في رأسها ثم اتخذت قرارها وخطت إلى الممر المضاء.. جرت عبر الممر ودخلت أول غرفة صادفتها، ولكنها وجدتها خالية تماما.. أيحظتلك؟

بسرعة انتقلت إلى الغرفة المجاورة لها، فجدتها مليئة بالكتب والمخطوطات القديمة.. أخيرابداالحظعلىجانبها!مر الوقت بسرعة وهي تتفحص جميع المستندات باهتمام، فلم تلاحظ مرور ساعة كاملة عليها وهي على نفس الحال، وهذا أمر غير احترافي البتة.

فجأة سمعت صوت أنثوي يقول:

ما الذي تبحثين عنه؟

التفتت ناحية الصوت بدهشة بالغة، فلا يوجد أحد تقريبا يستطيع التسلل إليها دون أن تلاحظه.. فبالتالي يعني ذلك أن المرأة الشقراء الواقفة أماها تمتلك مهارات عالية للغاية. لم تسمح بشعورها أن يظهر وهي تعتدل واقفة بتحفز في مواجهة المرأة.

تفحصت تسونادي النينجا الواقفة أماها ببصرها، ولم يفتها العينين بلونهما المميز من خليط من الفضي والأسود، والنظرة القاتلة.. إذن فهذه هي النينجا الذي يتحدث عمها الجميع.

تساءلت تسونادي دون أن تتخلى عن وقفتها المرتخية:

ما الذي جاء بك إلى هنا؟

لم تجبها الفتاة، وإنما بدأت تتراجع بحذر بالغ ناحية النافذة.. لاحظت تسونادي حركاتها الخفيفة بيسر، وكذلك لاحظت أنا تقبض على مستند بشدة.

فبدأت تسونادي تشحن قبضتها بالتشاكرا وهي تسأل:

ما هذا؟ ما الذي تحتاجينه من هنا؟

توقفت الفتاة أمام النافذة تماما، شعرها المتطاير في مهب الريح يلتمع بلون ضوء القمر الشاحب. فحدقت بعيني تسونادي مباشرة لثانية واحدة، وخلال تلك الثانية فهما بعضهما جيدا:

أنا لا أريد قتالك.. ولكنني سأقتلك إذا اضطررت لهذا…

وأنا لا أستطيع أن أتركك تهربين.. أنت مجرمة…

وما أن انتهت تلك الثانية، بدأت الاثنتان قتالهما على الفور..

كانت تسونادي الأولى بالهجوم وهي تنقض ناحية الفتاة محاولة لكمها بقبضة مليئة بالتشاكرا.. فأحست بذنب وهي تحاول بكل جهدها أن تضرب هذه الفتاة، الطفلة.. ولكنها أزاحت تلك الأفكار جانبا، فالمراهقة التي أمامها مجرمة من رتبة S، وقد قتلت العديد من الأبرياء بدون رحمة..

قفزت الفتاة جانبا، ثم حملقت بتسونادي بغضب عندما رأت قبضتها تهشم مكتبة خطأ وتحيلها لفتات.. قفزت الفتاة للخلف، ثم التصقت بأعلى الحائط بفضل التشاكرا، ثم لم تلبث أن انقضت نازلة، وركلة قوية تسبقها..

تحركت تسونادي للجنب، ثم استدارت ناحية الفتاة، دافعة سبابتها المغطاة بالضوء الأخضر ناحية صدرها.. فتحركت النينجا بسرعة وهي تستدير مبتعدة عن تسونادي، ثم أسرعت تنفذ سلسلة من رموز اليدين.. فاندهشت تسونادي للسرعة التي تظهرها الفتاة في تنفيذ الرموز، ولكن بجانب ذلك لاحظت الرموز الخاصة بعنصر البرق..

وبالفعل ما إن انتهت من الرموز حتى صاحت وهي ترفع يدها للأعلى:

عنصر البرق: طائر البرق

لم تكد تختم الكلمة حتى ظهر طائر كبير من البرق بالقرب من سقف الغرفة، قفزت تسونادي للخلف وعقلها يحاول إيجاد طريقة لرد الهجوم.. فصرخت الفتاة وهي ترفع ذراعها أكثر فأكثر:

موتيـ…. آه ه ه…

فجأة اختفى الطائر من فراغ الغرفة.. فحدقت تسونادي بالفتاة بحيرة حذرة، لماذاأوقفتهجومهاهكذا؟

حملقت الفتاة بتسونادي بغضب، ثم أخرجت ثلاث ورقات متفجرة ورمتها ناحيتها وهي تقفز للخلف، واختفت في غيمة من الدخان و….

*انفجار*
آومي لا تنسيني..

هااااه؟

آومي…

ساتورو؟

لا.. هذا أنا.. ناروتو…

فتحت آومي عينيها بغتة وحدقت بوجه ناروتو القائم فوقها مغمغمة بحيرة ناعسة:

هاه؟ ناروتو؟

فابتسم قائلا:

ألا تظنين أن الوقت قد تأخر على النوم؟

نهضت الفتاة لتجلس على طرف الفراش، ثم قالت وهي تفرك عينيها:

ما الوقت الآن؟

تراجع ناروتو خطوة وقال بابتسامة:

الوقت يقارب الواحد ظهرا..

حدقت آومي بقدميها، أفكارها ما تزال مختلطة بأحلامها، وحسها بالاتجاه مفقود.. فقال ناروتو:

تبدين مرهقة.. آسف على إيقاظك.. ليلة طويلة هاه؟

حدقت به بعينين خاويتين ولم تجب، فأضاف:

حسنا إذن.. لقد كنت أريد إخبارك أن لدي ما أفعله اليوم.. فمبنى الهوكاجي قد تعرض للهجوم ليلة أمس و…

ثم أدرك أنها لا تسمع حرفا مما يقول على الأرجح، فختم بسرعة:

على أي حال، يمكنك فعل أي شيء اليوم.. مم على الأرجح لن أعود حتى ساعة متأخرة من الليل.. أراك لاحقا..

ولوح لها باستعجال وهو يخرج من الشقة.. فجلست آومي ثابتة لعدة دقائق، ثم تثاءبت مقررة أن تقوم باستكشاف المناطق السياحية اليوم..

أشكرك ياعم

قالتها آومي بابتسامة وهي تأخذ الحلويات القليلة من البائع، فرد عليها قبل أن يرجع لباقي عملائه..

ابتعدت آومي ببطء وهي تأكل الحلويات بتمهل، وتسلي نفسها بمراقبة العائلة والأطفال والنينجا الذين يروحون ويجيئون.. ولكن سرعان ما شعرت بالملل.. ففكرت في نفسها "لربما كانت الطبيعة أكثر إمتاعا"

أيتها الجدة.. لقد سمعت لتوي…

صاح بها صوت غاضب من الخلف.

التفتت تسونادي تراقب ناروتو وهو يسرع تجاهها.. فمدت يدها تعطي مستند لشيزوني وهي تقول مهدئة:

لا بأس ياناروتو..

وقف بجانبها وسأل:

هل أنتِ بخير؟

فتحت فمها لتجيب ولكنه أضاف غاضبا، وهو يضرب كفه بقبضته المضمومة:

إذا أمسكت الشخص الذي فعل هذا.. لأوسعته ضربا حتى يفقد الوعي!

زفرت تسونادي للحظة قبل أن تقول بصوت حازم:

ناروتو أنا بخير.. والآن، هل يمكنك تركي؟ لدي الكثير من الأعمال لأقوم بها..

ثم استدارت مبتعدة، وتبعتها شيزوني مسرعة. تاركتا ناورتو وحيدا وحائرا.. ارتسم شبح ابتسامة على شفتي تسونادي وهي تسأل مساعدتها:

هل مازال يقف هناك؟

ألقت شيزوني نظرة سريعة من فوق كتفها ثم أجابت بذات الابتسامة:

نعم..

ولكن ما إن دخلتا مبنى الهوكاجي حتى اختفت ابتسامتيهما. تنهدت تسونادي وهي تراقب العمال ثم تساءلت:

متى تظنين أنهم سيكملون عملهم؟

أجابتها شيزوني وهي تراقب النينجا وهم يعملون بهِمة:

يومين أو أقل على الأرجح..

….

سألتها تسونادي بغتة بجدية:

أي من المستندات مفقودة؟

صمتت شيزوني حتى دخلتا مكتب تسونادي وأُغلق الباب ثم أجابت:

بعد القيام بعملية جرد، تبين أن الأشياء المفقودة تقتصر على بضع مستندات وتقارير عن بلد الشمس، وقرية صغيرة فيها تدعى قرية تداشي..

قرية تداشي؟

نعم.. لقد سميت إقتداءًا بسيدها العدائي تداشي كازوهيكو. السبب الذي وُجد عندنا مستندات بشأنها، هو أنها كانت تظهر العداء لقرية كونوها، وذلك في متوسط فترة حكم السيد ساروتوبي كالهوكاجي الثالث.. في ذلك الوقت كادت القرية أن تفني نفسها في حروب داخلية.. ولكن تداشي وجماعته تم إخراجهم بعد قيام ثورة ضدهم بقيادة إيجي دايسوكي.. نجحت الثورة، وتم عقد السلام مع الحاكم الجديد السيد إيجي، وهذا في عهد الهوكاجي الرابع..

شعرت تسونادي بالإعجاب بشيزوني لحفظها هذه المعلومات كلها، ولكنها تساءلت:

كيف عرفتِ كل هذا، ألم تُسرق المستندات؟

حكّت شيزوني مؤخرة رأسها وقالت بابتسامة خجلة:

آه ه بلى.. ولكنني وجدت نسخة احتياطية عنها في غرفة خزينة أخرى..

فتمتمت تسونادي لنفسها بخيبة أمل بسيطة:

آه هكذا إذن..

ثم أضافت بجدية:

على أي حال، يجب علينا أن نعرف السبب الذي جعل الذئب تريد هذه المستندات..

ترددت شيزوني ثم اقترحت:

يمكننا أن نرسل فريقا من النينجا للتحري عن ذلك الأمر..

هزت تسونادي رأسها موافقة.. أغلقت عينيها، ربما سيستطيعون أن يبددوا بعض الغموض المحيط بالأمر كله..

شكرا لكي يأخت!

على الرحب والسعة..

قالتها آومي بصوت هادئ وابتسامة عذبة وهي تُرجع الكرة البرتقالية للفتاة الصغيرة..

ابتسم الأب بسعادة والفتاة ذات السنوات الخمس تجري نحوه، فحملها ووضعها على كتفيه. ثم لوح الاثنان ناحية آومي التي مشت مبتعدة.. لوحت لهما بدورها وهي تبتسم، إذا كان هناك شيئا في الدنيا تقدسه، فهي العائلة.. وخاصة السعيدة منها..

ولكن سرعان ما اختفت هذه الابتسامة..

"آومي لم ترجع بعد.. هذا غريب" هكذا فكر ناروتو وهو ينظر في أرجاء الشقة المظلمة.

خلع سترته البرتقالية ورماها جانبا.. لم تعد آومي بعد، فما الأهمية؟ هي على الأرجح تستطيع الاعتناء بنفسها.. على الأرجح.. غاص في فراشه على الفور، فقد كان يومه طويلا ومرهقا.. فالجانب الغربي لمبنى الهوكاجي تضرر كثيرا..

تثاءب ناروتو وجذب الغطاء حتى رقبته.. ربما يأخذ قيلولة قصيرة قبل عودة آومي.. ربما….

سألت الجونين ذات الشعر البرتقالي صديقها:

هل تظن أننا سننجح في مهمتنا هذه؟

فأجاب بصرامة مركزا على الطريق الوعرة التي يجتازوها:

نعم.

أضافت وهي تبذل جهدها لتلحق به:

أجل.. ولكنني سمعت أن الذئب قوية جدا، وقاتلة لا ترحم أبدا..

قاطعها بعصبية ونفاذ صبر:

وما قصدك بهذا يا آكي؟!

ارتبكت النينجا وقالت متلعثمة:

آه ه أنا امم.. لم أقصد شيئا.. أنا فقط…

قفز إلى جانبهما رجل ملتح أطول قامة، وقال بابتسامة موجها كلامه للفتاة:

لا تقلقي يا آكي.. أنا متأكد من أن هذه المهمة ستمر على خير ما يرام..

فسأله النينجا الأخر بشك:

وما أدراك؟

حافظ الجونين ألملتح على ابتسامة ثابتة مجيبا:

لأنني كنت مع ابنتي اليوم، وقبل رحيلي للمهمة قبلتني وأخبرتني أن كل شيء سيكون بخير.. وأنا أصدقها..

نظر له صديقه باستخفاف، وكاد أن يقول شيئا عندما ظهر أمامهم أنبو، وقال بصرامة:

من الأفضل أن تسرعوا في خطاكم.. ولا أظن أنني أحتاج أن أذكركم بأهمية هذه المهمة..

فأجابه صاحب الشعر البني المرتاب، محملقا بصديقيه بغضب:

بلى..

قال الأنبو ببرود وهو يفارقهم:

جيد..

نقلت آكي بصرها بين وجهي صديقيها وفتحت فمها لتقول شيئا، إلا أنها شعرت أن ملمس الغصن الذي حطت عليه لم يكن طبيعيا.. فاستدارت في الهواء لتلقي نظرة، وعندها رأت نارا صغيرة تشتعل على الغصن.. فهتفت بذعر:

يويتشي! نوبو! احترسا! أعتقد أن…

ولكنها لم تحصل على وقت كاف لتكمل جملتها، عندما دوى الانفجار.. رفعت ذراعيها لتحمي بهما وجهها، وانقلبت في الهواء لتحط على قدميها فوق غصن أخر.. فسعلت وصاحت:

يويتشي! نوبو! أين….

ولكن انفجار أخر قادم من وراءها قاطعها. فصرخت عندما دفعتها الموجات التضاغطية من فوق الغصن، ولكنها شعرت فجأة بذراعين قويتين تحملانها.. قفز بها النينجا بني الشعر للأرض، وأرقدها لتستند على شجرة.

فتساءلت بألم وظهرها محترق بشدة:

يويتشي.. أين نوبو؟ أنا لا…..

فقاطعها وهو يقف ويقول مطمْئنا:

أنا سأبحث عنه.. أنت استريحي هنا..

هزت رأسها قليلا.. فجأة اتسعت عيناها بذعر شديد، وقفزت تدفعه بعيدا صارخة بفزع:

إحترس!

طار شيركن الهواء -السلاح المعدني الذي يشبه مروحة الطاحونة-مخترقا المساحة الذي كان جسد يويتشي منذ ثوان، فاصلا في مساره رأس آكي عن جسدها.. اتسعت عينا يويتشي عن أخرهما ودماء آكي تلطخ وجهه وملابسه..

آكيييييييي‼‼!

ترددت صرخاته اليائسة عبر الغابة..

هذا صوت يويتشي!

صاح بها نوبو مخاطبا الأنبو، فقد رُميا في جهة معاكسة من الغابة.

فقال الأنبو بلهجة جافة:

يجدر بنا أن نتفقد الأمر..

شهق نوبو وصاح وهو يتوقف قرب صديقه:

ياللهول!

في مشهد رهيب، كان يويتشي يحتضن جثة آكي مقطوعة الرأس ويبكي بحرقة.. بصعوبة قاوم نوبو مشاعر الثورة والحزن والألم والغثيان وانحنى يحاول برفق إبعاد الجثة عن يويتشي.. إلا أن هذا الأخير قوم بعنف واهتاج وهو يصرخ بشراسة:

لا! دعني وشأني! ابتعد عنها‼

بُهت نوبو للمشهد وتراجع بضع خطوات وهو ينظر تجاه صديقه الذي فقد زمام عقله بذهول.. فجأة، ظهر جسد مظلم في الأشجار العالية.. التفت يويتشي ناحيتها بحدة، وحملق بها ثوان بنظرة قاتلة غريبة قبل أن يصيح بكره شديد:

أنت!

ثم أرقد جسد آكي برفق قبل أن يهب واقفا.. لم تمض ثوان حتى بدأ سلسة طويلة من رموز اليد. حدق به نوبو محتارا، ثم أدرك حقيقة الوضع فصرخ بصديقه بهلع:

يويتشي توقف! لا تفعلها!

ولكن يويتشي بدا كمن انفصل عن العالم، أو لم يعد ينتمي له، فقفز نوبو للخلف وصاح للأنبو:

اختبئ بسرعة!

ثم انطلق يجري بأقصى سرعته ليبتعد بأكثر ما في استطاعته، وتبعه الأنبو بسرعة..

أنهى يويتشي رمزه الأخير، ثم وضع إصبعيه الوسطى خلف سبابتيه وهو يضم يديه لبعضهما أمام صدره، ويوسع بين ساقيه وينزل جذعه.. ثم صاح:

التقنية المحرمة: تقنية روح التنين، أغنية الشيطان

مضت لحظات ثم بدأت طاقة حمراء عجيبة في الانبعاث من جسده، فتمسك بموضعه وهو يصرخ بكل انفعالاته:

هاااااااااااااااااا‼‼

تحول يويتشي في ثوان إلى شمس صغيرة من الضوء، ومعدلات الطاقة تتزايد بعجلة تزايدية رهيبة، تطاير شعره وملابسه للأعلى مع انسياب الطاقة.. أحست النينجا العدو بالمقدار الخطير من الطاقة الصافية، فانسحبت بلمح البصر..

لسوء حظ يويتشي لم يلاحظ هذا الانسحاب.. وحتى ولو لاحظه، لما استطاع أن يوقف هذه التقنية المُهلكة.. وصل انسياب طاقته أقصاه، وعندها….

بوووم

لحقت الموجات التضاغطية القوية بنوبو والأنبو المرافق له، ودفعتهم ناحية جدار جبل قريب، فارتطما بالحجارة بعنف..

كان الأنبو الأسرع بالتماسك فاقترب من نوبو، ووضع يده على كتفه قائلا:

أأنت بخير؟

جلس نوبو على يديه وركبتيه، موجها رأسه ناحية الأرض.. دموعه الغزيرة انسابت على وجنتيه وسقطت للأرض وهو يضرب الأرض بقبضته صائحا:

لماذا؟! يأحمق يا يوتشي! لماذا؟ لماذا؟ لماذاااا؟‼

انهار باكيا على الأرض.. راقبه الأنبو بصمت بعض الوقت، ثم تكلم فجأة:

ما الذي تظن أنك تفعل؟!

حملق به نوبو غاضبا بين دموعه، إلا أن الأنبو لم يكترث بذلك مكملا ببرود:

أنت نينجا من قرية كونوها، جونين…

حدق به نوبو بحقد:

وإن يكن؟!

نطقها كأنه يبصق..

لم يهتز الأنبو قيد أنملة، وهو يضيف بقسوة كأنه لم يسمع شيئا:

ولديك مهمة لتكملها..

سقط نوبو مستسلما وهو يتمتم:

لا أهتم..

جذبه الأنبو فجأة من ياقته، وضرب ظهره بالجدار الصخري وهو يهتف:

من تظن نفسك؟! لقد كلفتنا السيدة الهوكاجي بمهمة هامة جدا..

صاح نوبو بغضب مفاجئ:

ألا تفهم؟! لقد ماتا! آكي ويوتشي ماتا‼ ولا يوجد شيء يستطيع أي منا فعله ليغير ذلك!

فرد الأنبو:

كانا ليريدانك أن تُكمل المهمة..

نظر نوبو بعيدا دون أن يجيب، إلا أن الأنبو تابع بإلحاح:

هذه المهمة هامة جدا إذا أردنا أن نمسك بالذئب..

…..

يمكنك أن تنتقم لهما بهذا الشكل

…..

يجب أن نُبقي قريتنا آمنة..

ثم ترك نوبو فسقط على ركبتيه والأنبو يستدير مبتعدا ويضيف بلهجة مشمئزة:

أن تُبقي ابنتك آمنة..

تلك الكلمات كان لها أثر كالسحر على نوبو، فدب نشاط في جسده وهو يتخيلها واقفة على مدخل القرية بابتسامتها الرقيقة وعينيها المليئتان بالأمل..

هب واقفا بعزيمة مفاجئة، فلم يستدر له الأنبو، وإنما قال باختصار:

فلنذهب..

ولكن قبل أن يجدا الفرصة للقفز داخل الأشجار، ظهر شكل غير قريب.. توتر نوبو وكذلك الأنبو.. قفزت النينجا خارجة من الظلام ودخلت الفسحة، ووقفت أمامهم بثبات مستفز..

أمر الأنبو بصوت خفيض:

تراجع ياهذا..

فعل نوبو كما أراد، وهو يراقبه بتوتر شديد..

أدى الأنبو سلسلة قصيرة من رموز اليدين بسرعة عالية، وراقبته العدو بهدوء، لم يكد يكمل أخر الرموز حتى صاح:

عنصر الهواء: ألف ريح

بدأت رياح غريبة تهب حول النينجا، توترت هذه الأخيرة وهي تراقب ما حولها بعصبية، بشكل ما بدت لها الرياح أكثر حدة.. بالفعل بدأت جروح طويلة تظهر على جسدها.

رفع الأنبو إصبعين في يده الأيسر أمام وجهه، ثم دار حول نفسه بسرعة، مادّا إصبعيه في يمناه على أقصاه، وهو يصيح:

سأنهي هذا الآن!

اندفع عمود من الهواء الحاد، واخترق جسد النينجا بعنف، شاقة إياها نصفين.. ابتسم الأنبو متشفيا، إلا أن ابتسامته اختفت عندما تحول الجسد المنشق لدخان سرعان ما تبخر ليحل محله جذع شجرة مقسوم من منتصفه.. فزمجر الأنبو بغضب:

تقنية استبدال

فجأة شعر بوجود شخص ما خلفه، وقبل أن يتمكن من الاستدارة، كان ميتا..

راقب نوبو بعجز والنينجا العدُوة تنفض الدماء عن سيفها لطويل وتستدير لتنظر تجاهه ببرود.. ارتجف قلبه عند مرأى عينيها، إلا أن صورة ابنته التي احتلت تفكيره منحه دفقة من الشجاعة كان بحاجة إليها بشدة.. فتماسك، ثم اندفع نحوها صائحا:

أنا لستُ خائفا منك!

وقفت بثبات واثق.. أخرج نوبو ثلاثة من الكوناي ورماها نحو الفتاة، إلا أنها تفادتها بسهولة تامة، واستقبلت هجومه بساقها الأيسر.. اندفعت الهواء من حلقه وقدمها يغوص في معدته.. ثم قفزت هي للهواء بسرعة ودارت حول نفسها لتركل وجهه، وترسله مندفعا للخلف ويسقط ضاربا الأرض الوعرة بعنف..

قبل أن يستقر جسده تماما، كانت هي واقفة فوق رأسه، نصل سيفها على حلقه.. بصق الجونين الدماء التي بفمه وتمتم وهو ينظر لها من ركن عينه:

هيا اقتليني..

حدقت بوجهه ببرود، ثم رفعت سيفها عاليا للسماء، وهي تستعد لتنفيذ الحُكم المميت..

ابتسم الأب بسعادة والفتاة ذات السنوات الخمس تجري نحوه، فحملها ووضعها على كتفيه. ثم لوحا ناحيتها وهي تمشي مبتعدة. إذا كان هناك شيئا في الدنيا تقدسه، فهي العائلة.. العائلة التي حُرمت منها..

ترددت النينجا، وارتجف السيف في اليد التي تحمله.. ثم لدهشة نوبو الشديدة خفضت النينجا سيفها.. لجزء من الثانية تساءل في نفسه عن السبب الذي جعلها ترجئ قتله..

تراجعت خطوة ووقفت تحدق به ببرود.. نهض واقفا بحذر شديد، وتوقف ليواجهها.. ساد صمت شديد، بالغ الغربة، ثم قطعه نوبو وهو يسألها بحذر:

لماذا لم تقتليني؟

حدقت به بعنين فارغتين، ثم لاحظ زيادة في مقدار الطاقة التي تحيط بهما.. ولكن الأوان فات، واندفعت نحوه فجأة.. وبالطاقة المركزة لطمت منتصف صدره براحة يدها بقوة..

شهق نوبو وهو يندفع للخلف بعنف، ويرتطم بحائط الجبل، ثم سقط على ركبتيه.. اهتزت الرؤية أمام عينيه، وتحولت أفكاره لخليط مبهم.. أخر ما يتذكر رؤيته هو فردين من الأقدام، وأخر فكرة مرقت في ذهنه الذي ينفصل عن الوعي بسرعة هو: مانا…

ملاحظات: أوكي! سأحاول ألا أتأخر عنكم في الفصل القادم، الإنترنت يروح ويجئ ولا أستطيع توقع خطوته القادمة.. آه، مانا هو اسم ابنت نوبو إذا لم تفهموا دور الاسم.. يمكنكم رؤية رسمة للشخصية الأصلية في هذه القصة، الوصلة موجودة في صفحتي ومكتوب عليها بالإنجيليزية "Eye of the wolf main character" أو شيء من هذا القبيل، تفقدوها إذا أحببتم..

استيقظ ناروتو فجأة في ساعة متأخرة من الليل، وبدون أي سبب واضح.. نظر ناعسا لأرجاء الغرفة، كانت خالية.. تكركب خارجا من السرير ونظر للساعة، التي أشارت له أن الوقت قد تجاوز الثانية بعد منتصف الليل "أين آومي؟"

*فوق السطح*

- ظننتُ أنني قد أجدكِ هنا

قالها ناروتو مخاطبا آومي

لم تجبه في البدء وظلت محدقة بالأضواء القليلة التي ما تزال تنير في قرية كونوها، ثم قالت أخيرا بعد صمت طال:

ولم ذلك؟

جلس ناروتو بجانبها وابتسم، ثم قال وهو يراقب كلبا يلهو في الزقاق بالأسفل:

لأن هذا هو المكان الذي كنتُ سأذهب إليه إن لم أستطع النوم

….

كونوها دائما تبدو مسالمة في الليل.. باستطاعة هذا المشهد أن يهدئني بعد أي شيء

أما بالنسبة لي، فيحطم غروري وباقي الأوهام، وتذكرني بمدى صغري وعدم أهميتي.. أعني، من أنا بالمقارنة بهذه القرية كلها؟ شخص واحد لا يستطيع صنع فارقا..

قاطعها ناروتو بلهجة هادئة بدت وكأنها تداري غضبا:

أنتِ مخطئة!

التفتت لتنظر له بدهشة، إلا أنه لم يواجهها وتابع:

كل شخص يصنع فرقا.. كل شخص

أشاحت بوجهها، وقالت بخفوت لم يخلُ من العناد:

إلا أنا..

أنا لا فهمك يا آومي

….

لماذا تبخسين بقدر نفسك

ها!

أطلقت تلك الضحكة الساخرة القصيرة المريرة، فاندهش ناروتو ولكنه تابع بإصرار:

أنت لا تقلين أهمية عن أي شخص أخر..

لا.. أنا لسـ….

قاطعها صائحا فجأة:

بلى أنتِ كذلك!

ثم قفز واقفا ومتجاهلا نظراتها المتفاجأة قال:

أنتِ تستحقين حياة كاملة كأي شخص أخر..

نظرت له بعض الوقت، ولكنها أشاحت بوجهها ثانية وقالت بصوت خفيض:

أنت لا تعرفني..

ثم قفزت واقفة بدورها مضيفة بمرارة:

ولو كنت تعرفني، لما تمسكت بهذا الرأي..

اندهش ناروتو لثوان، ثم اعتدل ليلحق بآومي التي نزلت الدرج وهو يصيح:

لا آومي! انتظري!

ثم أمسك ذراعها، وهو يصيح بحنق:

هاي! ما خطبك على أي حال؟! لقد كنتُ أحاول أن…

التفتت له بعينين دامعتين وخدين محمرتين، فبتر عبارته ثم قال بلهجة خافتة:

آومي ما الأمر؟ أأنت بخير؟ أنا آسف.. هل أستطيع المساعدة بشيء؟

تفجرت الدموع من عينيها بغزارة، فهتفت وهي تدفعه في صدره:

توقف عن التصرف مثله! توقف عن التشابه معه! توقف‼ توقف عن الاهتمام مثله!

ثم انطلقت تجري مبتعدة وهي تبكي وصرخت من بين دموعها:

ابتعد عني!

تجمد ناروتو في مكانه مبهوتا وحائراً ثم لم يلبث أن تمتم بلهجة ذاهلة:

آومي؟

دفع الدكتور المحفة أمامه عبر الممر، وأمر بلهجة حازمة:

أدخلوه بسرعة.. يجب أن نفحصه سريعا، فنحن لا نعلم لأي درجة هو مصاب..

سألت ممرضة شابة صديقتها بهمس:

ما الذي حدث له؟

فأجابتها صديقتها وهي تهمس بدورها:

لست متأكدة.. أطن أنه الناجي الوحيد من هجوم الذئب..

*شهقة*

زجرهما الدكتور قائلا:

هذا يكفي أنتما! ركزا على المريض..

فأجابتاه بصوت واحد:

حاضر.. متأسفتان..

قاست طبيبة أخرى نبض الرجل وهي تتساءل:

هل نادى أحدكم السيدة تسونادي؟

صاح أحدهم من الخلف:

هي في طريقها إلى هنا.. ستصل في أي لحظة

هذا جيد لأن…

اقتحمت تسونادي الغرفة في تلك اللحظة وهي تسأل بصرامة:

ماذا حدث هنا؟

إنه….

قاطعت ممرضة متحمسة كلام الطبيب، مما جعلها تحصل على عدد لا بأس به من النظرات الغاضبة:

إنه ناجي من مجموعة تعرضت لهجوم من الذئب!

تهجّم وجه تسونادي وهي تمتم:

الذئب؟

ثم بدأت تشفيه، وهي تقول بلهجة عملية:

هذه الإصابات لا تبدو متناسبة مع مجرمة خطيرة مثلها.. بعض الحروق من الدرجة الثانية، جروح ناتجة عن دفاع النفس، ضربة جسم صلب على الرأس، بضع سحجات والكدمات هنا وهناك.. إذا لم نحتسب الضرر في مقدمة صدره وأضلاعه ورئتيه، التي أظنه ناتج عن ضربة التي أفقدته وعيه.. فحاله ليست بذالك السوء.. أو على الأقل لا يطابق ما نعرفه عن عنف هجمات الذئب..

هز بعض الأفراد رؤوسهم موافقين، ولكنها كانت تشعر بالحيرة، فأضافت:

حتى الآن لم تبقي الذئب على حياة أي شخص أثناء هجماتها..

هزت طبيبة أكبر سنا رأسها، ثم قالت بلهجة هادئة:

هو الأول.. رجل محظوظ

حدقت تسونادي بوجه الرجل ألملتح وهي تتساءل في قرارة نفسها، "ما الذي جعلها تغير من أسلوبها؟ ما المختلف في هذا الرجل؟"

ركل رجل ذو لحية قصيرة علبة مشروب فارغة وهو يسأل صديقه ببساطة:

هاي إيزومو.. هل عاودت الآنسة ماكي الاتصال بك؟

تثاءب الرجل الذي يرتدي واقية الرأس كبيرة ويغطي الشعر عينه اليمنى، فقد كان يكره الاستيقاظ مبكرا.. أجاب صديقه:

لا.. ولكنني لا أهتم.. وماذا عنك يا كوتتسو؟ كيف الأمور بينك وبين الآنسة هيتومي؟

احمر وجه كوتتسو، وحك مؤخرة عنقه وهو يقول متلعثما:

أنا.. آه ه.. مم..

قاطعه إيزومو فجأة وهو يمشي تجاه مقعد قريب:

هاي.. من هذه؟

شعر كوتتسو بالارتياح لتغير الموضوع، ثم أسرع يلحق بصديقه.. وقف مع صديقه بجانب المقعد الطويل، ثم قال بثقة وهو ينظر تجاه الفتاة النائمة:

إنها فتاة..

صرّ إيزومو على أسنانه ثم قال متنهدا:

أشكرك يا عبقري.. أنا أعرف ذلك!

ثم أضاف هامسا بحنق:

أحمق..

تجاهل كوتتسو كلام صديقه وقال:

إنها جميلة نوعا..

اقترب إيزومو من المقعد أكثر ولم يجب، تساءل كوتتسو:

ألم نجد ساكورو هارونو نائمة هنا مرة؟

هز إيزومو رأسه إيجابيا.. فأضاف:

آه تذكرت، وجدنا إينو ياماناكا هنا أيضا… وهيناتا هيوقا.. و روك لي.. صحيح؟

هزت رأس أخرى، فأضاف كوتتسو وهو يحك ذقنه بسبابته ويرسم تعبير التفكير على وجهه:

أتساءل لماذا تحب الفتيات.. ولي.. النوم هنا؟

قاوم إيزومو رغبته في أن يضرب صديقه، ولكز الفتاة النائمة قائلا:

هاي أنت.. لا يجدر بكِ النوم هنا.. ستصابين بالمرض

اعتدلت جالسة وحكت عينيها ثم نظرت له ناعسة، وسألته بصوت متعب لم يفارقه أثار النوم بعد:

من أنت؟

لم يتعب نفسه بإجابتها ودقق بوجهها، كوتتسو لم يكن مخطئا عندما قال أنها جميلة، فقد كانت كذلك فعلا.. بشرتها شاحبة ولكن مازال بها وميض ودفء، وشعرها الأملس شبيه بلون الرماد، ولكن عيناها كانتا أخاذتان فعلا، بلونهما الفضي اللامع.. مهلا لحظة! لا يمكن أن يكون ذلك صحيحا..

في تلك اللحظة أغلقت عينيها بشدة وهي تتثاءب، ثم حكت عينيها ثانية قبل أن تفتحهما مجدداً.. حدقت به بعينين خاليتان لونهما أسود يميل للرمادي.. حسنا، الأمور أكثر منطقية الآن..

ولكن شعورا غريبا لم يتركه بشأن تلك الفتاة، فقال إيزومو بعصبية متصنعا الهدوء وهو يجر صديقه مبتعدا:

حسنا إذن.. إذا لم تكن هناك مشكلة فسنتابع طريقنا..

صاح كوتتسو بارتباك وهو ينظر للفتاة:

آ-آ آه ه.. وداعا..

ولكن لا يوجد فكاك من قبضة إيزومو الحديدية..

دخلت آومي شقة ناروتو بتعب، فقفز من مجلسه وهو يهتف بانزعاج:

آومي أين كنت؟! لقد قلقت عليكِ جداَ وأنا…

ولكن النظرة التي رمقته بها جعلته يبتلع باقي كلامه.. ثم قال بارتياح:

المهم أنكِ بخير..

لم تجبه وهي ترمقه بنظرة مبهمة، ثم تستدير لتدخل الحمام~~~

خرجت آومي من الحمام بعد بضع دقائق، فاستقبلها ناروتو قائلا:

أين ذهبتِ ليلة أمس؟ لقد بحثت عنك في كل مكان..

لم تجبه وإنما اتجهت للثلاجة وأخرجت منه علبة الحليب، فأضاف ناروتو:

لما هربتِ هكذا؟ لقد كنتُ قلقا عليك وحسب..

….

لا أفهم ماذا فعلتُ لكِ؟ لماذا أنتِ غاضبة عليّ؟

في تلك اللحظة اهتزت يدها الممسكة بكوب الحليب، فانسكب على المنضدة التي أمامها.. فانفجرت فيه فجأة:

دعك من الأمر! لا أريد التحدث بالأمر!

حدق بها ناورتو بذهول، غير عالم ما عليه قوله، أو ما لماذا هي مستاءة منه لتلك الدرجة..

أشاحت آومي بوجهها، واضعة منشفة على الحليب المسكوب بحركة عصبية.. قبل أن تمد يدها للدولاب العالي لجلب كوب نظيف، إلا أن ألم حاد اخترق كتفها، وجعلت يدها تهتز.. فضربت بدون قصد عدة أكواب وصحون، وسقطوا للأرض وتهشموا لقطع صغيرة..

وقفت ثابتة وعاصفة من الاستياء تجتاح قلبها، و'قُصتها' تغطي عينيها.. لم يعلق ناروتو وهو ينظر تجاهها، فساد الغرفة صمت رهيب مفاجئ..

لمعة دمعة وهي تنحدر على خد آومي التي قالت:

إنه كثير عليّ..

فتح ناروتو فمه ليعلق إلا أنها تابعت:

لم أعد أطيق هذا الألم.. إنه كثير عليّ

وضعت الفتاة راحتيها فوق موضع قلبها وضغطت، وقالت بصوت باك:

لا أستطيع أن أتحمله بعد الآن..

ثم انتحبت:

إنه صعب جداً

جرت شيزوني على طول الممر هاتفة:

سيدة تسونادي! سيدة تسونادي! سيدة تسوناديييييي‼! سيدة تسو- آه ه

بترت عبارتها وهي تدور حول منعطف فتصطدم بمعلمتها وتسقط للخلف.

فسألتها تسونادي بقلق:

ما الأمر ياشيزوني؟

قفزت شيزوني معتدلة بسرعة وهي تهتف:

لقد جاء! لقد جاء!

اهدئي ياشيزوني.. من الذي جاء؟

مبعوث من قرية تداشـ- أ- أقصد قرية هيوا..

مبعوث؟

نعم، ومعه معلومات عن الذئب!

ولكنني ظننتُ أن الفريق الذي أرسلناه قُتل.. غير واحد.. إلا أنه كان مصاباً وأُرجع لهنا… قصدي من هذا أن القرية لم تستلم طلبنا…

امممممم

لا عليك.. قوديني إليه، سأدعه يشرح الأمر بنفسه..

سيدتي الهوكاجي! أنا.. أنا.. آه ه ه..

انهار الرجل مبعثر المنظر أمام تسونادي دون أن يتم جملته..

التقطته تسونادي بين ذراعيه ثم أرقته على الأرض برفق وبدأت في شفاءه، وهي تقول بحنق:

لما لم يساعده أحدكم؟! إنه مريض ومتعب، و من الممكن أن يموت!

أجابتها شيزوني وهي تحاذر أن تتدخل في عمل تسونادي:

لقد رفض الذهاب للمستشفى، وقال إنه يريد الذهاب لرؤيتك فورا، وإن لديه معلومات بالغة الأهمية ليعطيك إياه..

قالت تسونادي والوهج الأخضر حول يدها يبهت ويتلاشى:

يبدو كأنه سافر لأيام دون توقف..

فردت شيزوني بخفوت:

هذا يبدو صحيحا..

اعتدلت تسونادي واقفة، قائلة بحزم:

ضعيه في أحد الغرف الفارة في المستشفى.. وسنسأله عن المعلومات عند استيقاظه..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mabrouki.yoo7.com
 
عين الذئب ...الجزء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عين الذئب..الجزء الاول
» ماخص هاري بوتر الجزء 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
M@BrOuKi :: Fanfiction: anime,manga,books-
انتقل الى: