M@BrOuKi
M@BrOuKi
M@BrOuKi
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


‗_ღ التمـيز عنـوآننـآ.♥.المـحبـه شعـآرنـا .♥. الإرتقاء هدفنا..♥..نلتقي لنرتقي ღ_‗
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عين الذئب..الجزء الاول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
MàBrOuKi
Admin
MàBrOuKi


عدد المساهمات : 380
تاريخ التسجيل : 21/04/2012
العمر : 27
الموقع : https://www.facebook.com/mabrouki.imane

عين الذئب..الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: عين الذئب..الجزء الاول   عين الذئب..الجزء الاول Emptyالخميس يوليو 12, 2012 9:44 pm

عين الذئب

ملاحظات: هده النسخة المترجمة للعربية أرجو ان تستمتعو بها شرط كتابة Review

نزل الأنبو الأشقر إلى أرض الغابة المظلمة بصمت. كان الوقت قد تجاوز منتصف الليل بقليل، وهذه المنطقة بالذات كانت تُعرف بأنها تبدو مرعبة في الليل. وبالرغم من أنه أنبو، فقد كان يؤمن في نفسه بالخرافات إلى حد ما.. -أنبوالنينجا المطاريدين-

أخذ الأنبو نفساً عميقاً ليهدئ نفسه. لديه الآن مهمة يجب أن ينجزها، زلم يكن ليفشل في أول مهمة تعطى له كأنبو رسمي.

تفحصت عيناه المدربتان كل سينتمتر في الغابة الأزلية التغير والبقاء.

كان القمر بدراً في تلك الليلة، ولكن الأغصان كانت شديدة التشابك في تلك الغابة، فصدت ضياء القمر المفيد دائما. إلا من بعض الأشعة المحظوظة التي تنساب عبر الفتحات الصغيرة، خالقة أظلّة في كل ركن، وجاعلة عمل الأنبو الشاب أكثر صعوبة.

بدأ الأنبو الشاب يذعر، الوراق المتطايرة والظلال المربكة بدأت تثير رعبه. و كل أصوات حيوانات الليل تشتت انتباهه. ففقد قدرته على التركيز. فكرة أنه في نفس الغابة الضيقة مع المجرمة من رتبة (S) -شديد الخطورة- بدأت تؤثر فيه.

بدأ قلبه ينبض بالذعر، وازدادت سرعة تنفسه.. كل الأصوات بدت له أعلى.. كل شعاع ضوء شارد أو حركة ورقة ضالة هو عدو بالنسبة له. كان الأمر يفوق احتماله.. وفجأة أحس كأنه وحيد وضعيف في موقف خطير جدا…

فجأة و من اللا مكان قفز قائد فرقة الأنبو ووقف بجانبه واضعا يده على كتف الشاب مطمئنا قائلا:

سيكون الأمر على ما يرام..

فتراجع الأنبو خطوة متمتما:

نـ نعم..

ولو كنت تملك القدرة على الإبصار خلف قناعه الشبيه بالطائر لرأيت أنه يحمر خجلا..

هزّ الأنبو الأكبر رأسه بتفهم ثم التفت إلى بقية الغابة. فتفحصت عيناه الخبيرتان المنطقة بحثا عن أي خطر محتمل، ولكنه لم يجد شيئا..

أشار قائد الأنبو لبقية الفرقة أن تظهر، فخرج أربعة أنبو من موضع مختلفة ووقفو جميعا صفا أمامه..

فبدأ القائد يصدر أوامره:

سنبحث في الجهة الشمالية للغابة، ثم ننتقل إلى الجهة الشرقية..

تقدمت أنبو ترتدي قناع النمر قائلة وشعرها البني الطويل يتطاير مع الرياح:

ولكن.. ألن يكون من الأفضل أن ننقسم؟ سيكون الأمر أسرع على ذلك النحو…

هز القائد رأسه بوقار قائلا:

هذا ما كنّا سنفعله في العادة.. ولكن هذه المجرمة بالذات شديدة الخطورة، ولدينا معلومات قليلة جدا عنها. ولهذا إذا أرغمنا على الدخول في قتال معها، فقد نحتاج قوة الفرقة كامله للتغلب عليها..

هز الأخرون رؤوسهم بتفهم ثم قال أنبو قصير القامة ذا شعر أسود:

ولكن لماذا نبدأ بالمنطقة الشمالية من الغابة؟ هناك أقل أماكن للإختباء.. من الأكثر احتمالا أن تكون في المناطق ذات الغطاء الكثيف، كالقسم الشرقي أو هنا…

هز الرجل الأكبر رأسه موافقا ثم قال بهدوء:

هذا صحيح، ولكن هناك قرية صغيرة عند قاعدة الجبل في نهاية القسم الشمالي، من السهل عليها الإندماج هناك وأن تبدو مثل أي قروي هناك..

ثم أضاف بلهجة حازمة قبل أن يعلق أي فرد أخر:

والآن إذا انتهيتم من أسئلتكم ينبغي علينا متابعة مهمتنا…

أشار القائد في الإتجاه الذي سيسلكونه أمراً:

إنطلقوا جميعا!

قفز جميع الأنبو إلى الأشجار الطويلة، وبسرعة البرق وصمت الموت جَرَوْ متجهين إلى القسم الشمالي..

حط الأنبو على الأرض في أطراف الغابة بصمت تام، كأنه لا وزن لهم. عملهم الجدي أثبت أنه لا فائدة له، لم يكن هناك أي علامة على وجود هدفهم..

قائد الفرقة كان محبطا بشكل خاص، لم يكن هناك أي أثر على وجود هدفهم في أي مكان قريب، في أي وقت كان! هناك نقطتان تزعجانه: الأول أنه هو وبكل خبراته الطويلة كان مخطئا في تقديره من الثانية الأولى، وهذا يقودنا للنقطة الثانية: أن بسببه هو بحثو في الجزء الخاطئ للغابة، مضيعين وقتا ثمينا كانو محتاجينه بشدة، وهذا يعني أن المجرمة الخطيرة قد هربت بسببه هو!

حاسا بغصة الحنق عالقة في حلقه، كان قائد الأنبو على وشك أن يأمر بالذهاب للمنطة الثانية، عندما لاحظ شيئا..

أشار للأخرين بأن يتبعوه وهو يتجه بسرعة وصمت نحو المنطقة المغلقة بسياج، التي تطل على القرية الصغيرة أسفل الجبل. توقف الرجل قبل أن يخرج من نطاق الأشجار، فوقف ينظر للشكل الواقف على مسافة.. كان يبدو كإمرأة، كانت ترتدي كيمونو -اللباس التقليدي في اليابان- زرقاء اللون، وشعرها الأشقر الطويل تدفعه الرياح..

حسب ما سمع الـ(ذئب) سوداء الشعر، ولكن هذه معلومات غير مؤكدة.. بالإضافة إن مهارة-التحول سهلة حتى بالنسبة لنينجا من رتبة قينين.

ولكن إن كانت هذه هي هدفهم، فقد كان من الأرجح أن تشعر بوجودهم، فبعد كل شيء هي من رتبة (S).. أحس القائد بالراحة بعد هذا هي الأرجح قروية فحسب، فأمر بصوت حازم:

يوهيتو إذهب وتفقد الأمر، وإن كانت قروية فقل لها أن ترجع إلى بيتها

وكان يدرك أنها لو كانت قروية بحق فلن تجادل، إن الأنبو معروفون ومطاعون في هذه القرى الصغيرة..

خرج الأنبو الشاب الأشقر من ظلال الأشجار واتجه نحو الفتاة أمرا بصرامة:

سيدتي.. غير مسموح لك بالتواجد هنا..

راقبه قائده بعينين خاويتين وأجدد أنبو يتجه نحو الفتاة محذرا.. عقد الأنبو الأكبر سنا حاجبيه.. هذا ليس طبيعيا من المؤكد أنها سمعته حتى الآن ولكنها لا تظهر أي إشارة على ذلك..

على أي حال فقد فهم الأمر عندما رأى خيط التشاكرا -الطاقة- الرفيع، فتبعه بعينه بسرعة فرأى كارثة.. مجموعة من البطاقات المتفجرة موزعة بطريقة استرايجية في المنطقة..

صاح بسرعة وهو يقفز للخلف:

يوهيتو توقف! تراجعوا جميعا!

ولكن…..

سكان قرية صغيرة مسالمة بعيدة أوقظو على صوت انفجار ضخم. خرج مجموعة من القرويين من منازلهم ليعرفو مصدر الإزعاج..

فصاحت فتاة من الحشد:

إنظرو إنه انفجار عند جبل هيروكو المبجل..

فأضافت سيدة عجوز:

آمل أن أحداً لم يؤذى..

فصاح رجل يرتدي وشاح أزرق حول عنقه:

إرجعو جميعا إلى بيوتكم وأطفالكم.. لا يوجد ما يرى هنا..

ببطء بدأ الناس يرحلون ليرجعوا لدفء أسرتهم، حتى خلا الشارع من أي شخص~~~

حدقت عينان فضيتان بالنيران التي تخبي بسرعة وهي جالسة على غصن عال تتأكد أن خطتها قد سارت على النهج الذي أرادته.. وأخيرا حين خبت أخر شعلة نار وقفت.. الآن فقط يمكنها الرحيل.

رددت ردهات قصر الهوكاجي -الهوكاجيشهاب- صوت إمرأة غاضبة:

سحقاً‼!

صاحت بها تسونادي ضاربة المكتب بقبضتها ذات القوة المدهشة فكادت أن تهشمها..

قفزت شيزوني إلى الخلف بذعر رافعة ساعيديها لتحمي بهما وجهها، أما تونتون فقد هربت مختبئة تحت كرسي بخوف..

رفعت تسونادي كرسيها الكبير في الهواء مهددة برميه من النافذة مكررة بغضب:

سحقاً‼!

صاحة شيزوني محذرة، ومخاطرة أن تصب معلمتها غضبها عليها:

سيدتي تسونادي لا تفعلي! هل تعلمين كم هي مكلفة هذه الكراسي؟ لقد حطمت ثلاث كراسي هذا الأسبوع.. لقد فقدنا ثروة في مصاريف الكراسي وزجاج النافذة..

كورت تسنادي قبضتها وهددت أوردة جبهتها بالإنفجار غضبا فأخذت شيزوني خطوة للوراء بخوف، فقد كانت تعرف كيف تصير رئيستها عندما يكون مزاجها على هذا النحو..

في تلك اللحظة اقتحم نينجا شاب مكتب الهوكاجي صائحا بقلق:

سيدتي الهوكاجي لقد….

التفتت له تسونادي بغضب وصاحت ملوحة بقبضتها:

ماذا؟‼

ارتبك الشاب ذات الشعر البني وهو يتراجع خطوة وقال متلعثما:

آآه أنا.. ممم.. أعني…

فقاطعته أمرة بعدم صبر:

هيا! قل ما عندك!

أدى الشاب التحية العسكرية ومدّ لها مجموعة أوراق قائلا:

هذا تقرير عن الفرقة التي أرسلتها إلى المنطقة (سي) في الحدود البعيدة لكونوها .. -كونوها هي القرية المخفية في الأوراققرية أوراق الشجر-

تقدمت شيزوني لتأخذ التقرير من الشاب، فتسابقت عيناها وهما تتصفحان الأوراق بسرعة، ثم اتسعاتا بدهشة ورعب..

جلست تسونادي إلى مكتبها وعقدت أصابعها أمام وجهها وهي تسأل بجدية وتوتر:

ماذا هناك؟

أعطتها شيزوني التقرير قائلة باختصار:

ينبغي أن تقرئي هذا..

قرأت تسونادي التقرير بسرعة ثم همهمت بخيبة أمل:

تسه..

إن الوضع سيء للغاية، أسوأ مما تخيلت في البدء..

القصة أن مجرمة جديدة قد ظهرت في عالم الشينوبي مؤخرا، وقد أثبتت بسرعة كبيرة مدى خطورتها الشديدة.. عدة هجومات قد أطلقت على عدة قرى مختلفة.. في البدء أُفترض أن الهجوم يقوم به مجموعة من النينجا، ولكن لاحقا أُكتشف أنه هجوم نينجا واحدة..

الإسم العام لها هي (ذئب) وقد حصلت على هذه التسمية عندما رأها أحد القرويين، فقد قال أن لها عينان فضيتان بهما بعض الخطوط السوداء.. وأن أول صورة خطرة بباله هو عينا الذئب الشرس، ومنذ ذلك الحين بقى الإسم ثابتا..

مازالت حوافزها وأهدافها مجهولة للجميع، ومع هذا فقد أُجمع على قرار التخلص منها بأي ثمن… أرسلت حملات كثيرة للقبض أو القضاء عليها، ولكنها إنتهت جميعا بالفشل..

سرعان ما حصلت ذئب على رتبة مجرم (S) وتصدرت رأس قائمة كل الأنبو وصائدو الجوائز، وكانت القيمة على رأسها 17 مليون ريو..

كان أكبر خوف لتسونادي هي أن تنضم ذئب إلى عصابة الأكاتسكي، ولكن تبين سريعا أن ليست لها أية نية في ذلك..

المشكلة الحقيقية الآن هي أن تحركات ذئب الحديثة قد بدأت بالإقتراب من كونوها.. لا تعرف تسونادي السبب، ولكن هذه المجرمة المتنقلة قد قررت التوقف في هذه القرية بالذات.. وهذا فيه نعمة ونقمة، فبالرغم من أن الحصول على المجرمة في مجالها أمر جيد، فإن استضافة مجرمة من رتبة (S) حول كل المدنيّن الأبرياء فكرة سيئة بدون شك…

ولكن كل فرق الأنبو الذين أرسلتهم فد أبيدو جميعا.. عن بكرة أبيهم..

إن الأمور بدأت تتخذ منحنى من سيء إلى أسوأ…

زفر الفتى أشقر الشعر بضيق وهو يمشي في شوارع كونوها المكتظة شارد الذهن عندما سمع صوتا يناديه من الخلف:

أوي ناروتو…

ابتسم الأشقر ابتسامة واسعة وهو يرد صائحا:

شيكامارو! كيف حالك أيها الكسول المزعج؟

ابتسم شيكامارو بسخرية قليلة ولم يرد على تعليق صديقه المتحمس أزرق العينين. فأضاف ناروتو:

كيف حال صديقتك من سونا؟ -القرية المخفية في الرمالقرية الرمال-

تضايق شيكامارو وقال:

أحمق! هي ليست صديقتي، أنا أقضي وقتي معها فقط لأن سيدتي الهوكاجي أجبرتني..

ثم توقف لحظة وأضاف بصوت خفيض:

يالها من وجع رأس

كاد ناروتو أن يقول شيئا عندما قاطعه صياح فتاة قادم من وراءه:

سيد شيكامارو؟!

أسرعت فتاة ذات شعر برتقالي إلى حيث يقفان وأضافت:

سيدتي الهوكاجي تبحث عنك إنها تريد التقارير التى سألتك عنها..

فأجابها شيكامارو مشيرا لها بأن ترحل:

حسنا نتسوكي قولي لها أنني قادمة..

أحنت الفتاة رأسها قليلا للإثنين قائلة بحماس:

حااااضر…..

أشار ناروتو للفتاة وسأل صديقه بفضول:

عمّا كان هذا؟

التفت له شيكامارو لحظة ثم قال وهو يفرد ذراعيه قائلا بكسل:

هاه؟ لقد أجبرتني السيدة الهوكاجي على تدريب بعض القنين… همم لم أصبح تشونين لأكون مربية أطفال…

بقى الإثنان صامتين بعض الوقت ثم قال شيكامارو وهو يتأهب للرحيل:

حسنا يجدر بي أن أذهب قبل أن تنفجر فيّ سيدتي الهوكاجي غضباً…

أراك لاحقا شيكامارو!

لوح له شيكامارو من الخلف دون أن يلتفت. بقى ناروتو صامتا بضع دقائق ثم زفر بضيق.. لم يعد يحصل على مهمات حقيقية.. فقط مهمات C و D الغبيتان، ربما مهمة أو مهمتان من مستوى B ولكن ليس المهمات الممتعة كـ A أو الممتعات جداً كـ S..

لماتذا تسونادي ضده بهذا الشكل؟ ماذا فعل لها على الإطلاق؟!…. توقف ناروتو لحظة مفكراً ثم بلع ريقه مغيرا جملته.. ماذا فعل لها على الإطلاق مؤخرا؟! لكنه يعرف كيف يتعامل معها كل ما عليه أن يقتحم مكتبها قائلا…

أيتها الجدة أنا أريد مهمة جديدة!

فلم ترفع تسونادي رأسها عن اللفافة التي تقرأها وأجابت وهي ترشف الساكي -شراب الأرز المخمر- بهدوء:

لا

كاد ناروتو أن يسقط أرضا ولكن لا، ينبغي عليه أن يتقبل الأمر كرجل..

….

ولكن لماذا؟‼

قالها ناروتو بصوت منتحب مدلل وهو يضرب مكتبها بيديه الإثنين.. فتحركت كوب تسونادي قليلا ثم سقطت وانسكبت في حجرها.. تراجع ناروتو خطوة بذعر إن فرصته في النجاة ليرى يوما أخر يعتمد على مدى كياسته في الرد بالمقارنة لردة فعل تسونادي…

كورت تسونادي قبضتها وبدأ العرق في جبهتها بالنبض غضبا، فتراجع ناروتو خطوة هاتفا بارتياع:

آ-آسف… أنا.. أنا لـ لم أقصد….

زفرت تسونادي بضيق إن لديها الآن مشاكل أكبر من هذه، فقالت بضيق وهي ترجع إلى أوراقها:

لا يهم…

رفع ناروتو أحد حاجبيه باستغراب، هذه ليست تصرفات تسونادي المعتادة.. لابد أن شيء ما يشغل تفكيرها فسأل بحذر:

أأنت بخير؟ أيتها الجدة؟

فأجابته بصوت متعب وهي تضغط على محجريها:

نعم ناروتو أنا بخير.. يمكنك الرحيل الآن…

كان من الواضح أنها تكذب ولكن لم يكن لدى ناروتو ما يقوله فغادر مكتبها وأغلق الباب بهدوء ثم وقف في الشارع من جديد مفكراً.. الآن، ماذا يمكن أن يفعله؟ ربما يجدر به أن يذهب ليأكلا صحنا من الـ رامن - الحساء الياباني- هذه يجعله يشعر بالتحسن دائما..

دفع اللأشقر الصحن الثامن إلى جانب صائحا باستمتاع:

أيها العم.. صحن أخر لو سمحت…

ابتسم تيوشي مما جعل عيناه تبدوان أكثر صغرا، إن ناروتو من أفضل زبائنه.. فأجاب:

حسناً

بعد دقائق، وضعت آيامي صحنا يخرج منه البخار أمام ناروتو وقالت مبتسمة:

لقد وضعت روبيان لإضافي في هذه.. خصيصا من أجلك يا ناروتو..

فابتسم ناروتو قائلا بفم مليء بالحساء:

شكراً لك يا آنسة آيامي…

في تلك اللحظة دخل زبون أخر إلى المطعم فقال تيوشي مُرَحباً:

تفضل

دخلت فتاة وجلست بجانب ناروتو.. فابتسم وقال بفرح:

آه الآنسة ساكورا…

ابتسمت الفتاة ذات الشعر الوردي قائلة:

أهلا ناروتو ماذا تفعل هنا؟

وضعت آيامي صحنا صغيرا من الحساء أمام ساكورا قائلة بخفوت:

تفضلي..

بدأت الفتاة تأكل حساءها الساخن ببطء هامسة:

-إيتاداكيماسُ.. -هذا ما يقوله اليابانيون قبل الأكل-

جرع ناروتو حرعة كبيرة من الحساء ثم التفت إلى ساكورا سائلا:

هل من مهمات جديدة؟

حركة ساكورا حساءها قليلا وقالت مبتسمة:

في الحقيقة أجل… سيدتي الهوكاجي قد أعطتني مهمة جديدة لتوي.. ولكن مازلت هناك بعض الوقت قبل أن أضطر للرحيل.. ففكرت أن آتي هنا وأكل شيئا…

صمت ناروتو تماما.. لقد افترض أن ليس هناك أي مهمات متوفرة، ولكن يبدو أن لا مهمات متوفرة له هو…. حرك ناروتو بصره إلى الأرض.. الأرجح أن السبب هو الوحش الذي بداخله.. إن المجلس لا يحبون خروجه من القرية أبداً، جل ما يريدونه هو بقاءه محبوسا داخل القرية تحت أنظارهم..

قاطعة ساكورا مجرى أفكاره قائلة بخفوت:

ناروتو؟

رسم ناروتو ابتسامة باهتة على شفتيه قائلا:

هاه؟ لـ لا شيء…

نظرت له ساكورا بقلق وهو يرشف حساءه بصمت. وضعت ساكورا عصي الأكل على الطاولة ناظرة لقدميها وواضعه يديها في حجرها.. ثم بدأت تقول:

ناروتو أنا…..

في تلك اللحظة قاطعها صوت يقول:

آه الآنسة ساكورا ها أنت…

التفت ناروتو إلى الخلف ثم صاح بدهشة وهو يرمق النينجا المسلح:

ساي أأنت ذاهب في مهمة أيضا؟

هز الشاب أسود الشعر رأسه بهدوء وهو يجيب:

لقد أسندت سيدتي الهوكاجي المهمة لي والأنسة ساكورا.. وبالحديث عن هذا فقد حان وقت الرحيل أيتها الأنسة ساكورا..

نهضت ساكورا واقفة ووضعت ثمن الرامن على الطاولة فقال تيوشي:

تعالي مجددا..

هزت ساكورا رأسها مبتسمة بخفوت ثم التفتت إلى ناروتو وقالت ملوحة:

أراك لاحقا.. ناروتو..

أجبر ناروتو نفسه أن يبتسم فخرجت ابتسامة شاحبة وساكورا تتبع ساي إلى الخارج.. ولكن عندما خرجا من نطاق الرؤية تحولت ابتسامته إلى تنهيدة وهو يعود إلى حساءه. ها قد رحلت فتاة أحلامه من جديد.. لقد لاحظ النبرة المخفية في صوتها.. إنها تشفق عليه لكونه هو..

*صوت انفجار*

لوح أحد الجونين بيده محاولا إزاحة الدخان من وجهه ثم صاح:

تلك الشيطانة لقد خدعتنا..

فنادى أخر بصوت مختنق:

إلى أين ذهبت؟ *كح كح*

فأجابته زميلته وهي تحاول وقف النزيف:

لا أدري أنا لا أرى شيئا..

ثم أضافت شاعرة بأن رأسها أخف من اللازم:

أين توشايكي؟ هل رأيتموه؟

فسمعت صوتا من بعيد:

أنا هنا… أنا…. آه ه ه ه ه …

ثم سمعوا جميعا صرخة مؤلمة طويلة.. فجرت الفتاة داخلة في الضباب تبحث عن صديقها صارخة:

توشايكييييييييييييي….

قفز القائد واقفا ومحاولا إيقاف الفتاة صائحا:

لا ماي.. لا تنفصلي عن المجموعة…

ولكن صيحته ضاعت هباءاً فمباشرة بعد أن اختفى ظلها في الضباب سمع الأخرون صرختها. عض القائد شفته السفلى حتى أدماها ثم أمر الباقين:

إبقو قريبين.. سيكون أصعب عليها أن تقتلنا بهذه الطريقة..

فعل الإثنان البقين ما أمر بخوف فوقف الثلاثة ظهرا لظهر متلفتين حولهم برهبة.. في تلك اللحظة صاح أحدهم وهو ينطلق جاريا في أحد الإتجاهات:

ها هي….

ثم رفع يديه محركا إياهما برموز معينة ثم صاح:

عنصر الماء: التنين المائي….

فظهر من الفراغ تنين ماء عملاق انقض مباشرة على الشكل الغير واضح الواقف في الظلال. صاح القائد محذرا النينجا الشاب:

توقف يا ريوتا..

ولكنه تسائل في أعماقه إذ ما أفلح هذا الهجوم الأخير..

تناثر الماء في كل مكان مع هجوم التنين ثم فجأة ظهر شكل شبحي بجانب النينجا المسمى ريوتا.. وبحركة خاطفة كان سيف يخترقه..

راقب القائد بعجز وصديق ريوتا يهاجم العدو بشراسة صائحا:

موتيييييييييييييييييييييييييي…

رمى النينجا الشاب عاصفة من نجوم القتال نحو هدفه.. ولكنها كانت تتحرك كالشبح.. في ثانية واحدة كانت تقف أمامه مباشرة تطعنه في قلبه. راقبه قائد الجونين وهو يسقط ميتا.. راقب بعجز وأفراد مجموعته يموتون واحدا تلو الأخر.. لقد كان قائدهم، وكان مسؤول عنهم وعن سلامتهم.. ولكنه فشل، والآن قد ماتوا جميعا.

مدفوعا بكل الغضب والثورة في قلبه صاح الجونين بصوت عال رافعا ذراعيه إلى أعلى:

هيا! اقتليني! لا أهتم…

ثم أضاف وهو يتلفت حوله:

ماذا؟ ألا تستطيعين قتلي؟…

فجأة.. ظهر أمامه عينان فضيتان، فارتجف قلبه خوفا وهو يحدق بالعينين الباردتين الخاليتان من المشاعر.. في اللحظة التالية كانت العينان تختفيان، وكان هو يسقط على ركبتيه.. حدق الرجل أمامه بعينين فارغتان وشعر حياته تنساب هاربة منه..

ظهرت ابتسامة باهتة على شفتيه وهو يفتح قميصه وينشط الأوراق المتفجرة المثبتة إلى جسمه.. ربما تفلح محاولته الأخيرة.. ربما….

بووم.

صاحت آيامي من خلف ناروتو:

تفضل مجددا…

فهمهم ناروتو مجيبا بابتسامة صغيرة:

نعم..

واضعا يديه في جيبه، هام ناروتو في قريته الغالية كونوها شارد الذهن تماما.. بعد بعض الوقت من التجوال سمعت فتاة تمتم مخرجة إياه من شروده:

آسفة..

فيما كان يبدو أنها قد اصطدمت به عن دون قصد فرد عليها مغمغما بخفوت:

لا بأس..

كان يمكن أن يمر ذلك مرور الكرام ويعود ناروتو إلى شروده.. إلا أنه لاحظ في تلك اللحظة بقعة ذات لون قرمزي غامق على أعلى سترته.. كان من الواضح أنها بقعة دم.. ولكن بما أنها ليست دمه هو فلمن تكون؟

دقق ناروتو النظر في سترته وأمكنه بقليل من الصعوبة أن يميز شكل يد دقيقة في بقعة الدم..

تلفت ناروتو حوله.. لابد أن الدم يعود للفتاة التي اصطدمت به.. لابد أنها تركته عندما اصطدمت به، وهذا يعني أنها قد تكون مصابة.. بجب أن يجدها ويسرع بها إلى المستشفى قبل أن تسوء حالتها. ولكن ما من أثر لتلك الفتاة.. كان ناروتو يشق طريقه بصعوبة وسط الزحام دافعا الناس يمنة ويسرة باحثا عن فتاة لا يعرفها لسبب ليس متأكدا منه.

طبعا بسبب نوعية تفكيره البطولي.. لم يخطر على بال ناروتو أن الدم الذي على سترته ليست للفتاة أيضا.. ربما كانت الفتاة نينجا عدوّة قد انتهت لتوها من قتل شخص ما أن هذا الدم قد يخص ذالك الشخص.. لأنه ما من تفسير أخر لعدم ذهابها للمستشفى بنفسها، أو حتى طلب المساعدة من أي شخص. ولكن كما قلت قبل قليل لم يخطر هذا على بال ناروتو.

بحث ناروتو طويلا بدون جدوى، لم يكن يعرف أين يبدأ.. قد تذهب الفتاة أي اتجاه، ما أدراه؟ وأخيراً خطر له أن ينظر إلى الأرض باحثا عن أيّة قطرات دماء إن سقطت.. فوجد تماما ما يبحث عنه.. قطرات دماء على الأرض، كانت متباعدة ولكن كان بإمكانه اتباعها.

تبع ناروتو مسار الدماء حتى قادته بعيدا عن الطرق المزدحمة ثم إلى حديقة صغيرة. في تلك اللحظة بدأت غرائز النينجا عملها في قلب ناروتو فتحفز وأرهف أحاسيسه باحثا في أرجاء الحديقة بسرعة وحذر.. وحينها رأها.. كانت مستندة بظهرها إلى شجرة، ورأسها متدلٍّ بلا حراك على صدرها.. كانت تبدو وكأنها نائمة أو.. ميتة..

بقفزة نينجا واحدة كان ناروتو جاثم على ركبتيه بجانبها.. أزاح النينجا الشاب غطاء الرأس الذي ترتديه وحدق بوجهها الشاحب الذي حمل سكون الموت. بلع ناروتو ريقه بصعوبة ثم وضع إصبعيه على عنقها العاري.. مضت لحظات مشوبة بالقلق ولكنه أحس أخيرا نبض ضعيف للغاية.

أزاح ناروتو بقية العباءة باحثا عن مصدر للدم.. كانت ترتدي صدرية ذات اللونين الرمادي والأزرق الليلي. كان الجزء الأيسر مغطى بالكامل بالدماء. كان ناروتو مصدوما، لقد فقدت الفتاة كل هذه الدماء ولازالت حية؟

المشكلة الآن أنه ليس نينجا طبي..عضّ ناروتو شفته السفلى، لو كانت ساكورا هنا لعرفت ماذا عليها أن تفعل. رفع ناروتو جسد الفتاة المرتخي بقلق.. مع كل الدماء التي فقدتها هو ليس متأكدا أنها تستطيع أن تصمد حتى يصل بها إلى المستشفى..

تسابق ناروتو خلال، وفوق كونوها داعيا أنه لم يتأخر حتى فوات الأوان..

فاليساعدني أحدكم رجاءاً….

صرخ بها ناروتوت وهو يندفع داخلا للمستشفى.. أسرع نحوه أحد النينجا الطبيين سائلا:

ماذا حدث؟

وضع ناروتو جسد الفتاة على محفة جلبتها الممرضة ثم قال:

لا أعرف.. لقد وجدتها هكذا.. هل ستكون بخير؟

لم يجب الطبيب وهو ينحني فوق الفتاة ويبدأ أنواعا من العلاج. وقف ناروتو للخلف يراقب اللأطباء بقلق. لسبب ما فقد أحس ناروتو أنه مسؤول عن الفتاة.. وكأنه حاميها..

ناروتو؟

التفت الشاب للخلف ليرى إينو قادمة نحوه فرد دون أن يتكلف الإبتسام:

آه مرحبا إينو..

اتجهت نحوه ثم وقفت بجواره تراقب عمل الأطباء.. ثم سألته:

أهي صديقة لك؟

هز ناروتو رأسه ثم أجاب:

أنا لا أعرفها.. لقد وجدتها مصابة فجلبتها إلى هنا..

نظرت إينو للفتاة ثم قالت وهي تفرك كفيها ببعضهما:

تبدو إصابتها خطيرة.. هل هي نينجا؟

هز ناروتو كتيفيه.. وبعد بضع دقائق من الصمت سأل إينو:

ما الذي تفعلينه أنت هنا؟

أنا نينجا طبية أنسيت؟ أتطوع هنا أحيانا حين لا يكون لدي مهمات..

في تلك اللحظة وقف الطبيب وتنهد وهو يمسح قطرات من العرق عن جبينه في حين دفعت إثنان من الممرضات المحفة الحاملة الفتاة. فأسرع ناروتو إلى الطبيب قائلا بتوتر:

أهي بخير يا سيدي؟

نظر له الطبيب ثم أجاب:

لقد فعلنا كل ما بوسعنا حتى الآن، لن نعرف حتى الصباح على الأقل..

ومع هذا رحل الطبيب تاركا ناروتو غارقا في أفكاره الخاصة.. وفي تلك اللحظة نادت فتاة ترتدي فستان بنفسجي:

آنسة إينو.. هلا أتيت إلى الغرفة 26 من فضلك؟

إلتفت إينو مجيبة:

حسنا..

ثم عادت إلى ناروتو مضيفة بابتسامة متأسفة:

أرجو أن تشفى صديقتك قريبا.. سأحاول السؤال عنها لاحقا.. إلى اللقاء.

ثم أسرعت في الإتجاه الذي رحلت فيه الفتاة. فوقف ناروتو بضع دقاءق في الممر الخالي قبل أن يدخل يديه في جيبه ويرحل.

ليلتها شهدت كونوها عاصفة قوية. غطس ناروتو في فراشه.. كانت باردة. تنهد ناروتو بأسى.. لطالما تمنى أن يرجع إلى منزله ويجدها مضاءة بأضواء قوية ويجد هناك من يؤنسه ويجعل ليليه أقل وحدة.. أي شخص.

تنهد ناروتو مجددا وانقلب في فراشه.. كانت النافذة أمامه الآن، فراقب قطرات المطر وهي تضرب الزجاج والأوراق المتطايرة في الرياح. تذكر في تلك اللحظة أن الفتاة التي جلبه إلى المستشفى كانت وحيدة أيضا.

تخيلها في غرفتها بالمستشفى ترتجف في فراشها البارد.. ليس هناك أي أحد ليطمئنها عندما تستيقظ لتجد نفسها في غرفة ليست لها. انقلب ليصير السقف أمامه.. لربما كانت تفتح عينيها الآن لترى الغرفة المظلمة الباردة التي هي فيه. لربما تنظر الآن من النافذة ولكن جل ما تراه الآن هي العاصفة.

استيقظ ناروتو من سروده على صوت الرعد.. فجذب الغطاء لنفسه وهو يعود للنافذة.. أغلق عينيه وهمس وأفكاره تبدأ بالإختفاء:

تصبح على خير…

من هذه؟

*صوت حفيف اللأوراق ثم صمت قصير*

- لا نعرف.. أحد القينين أحضرها ظهر اليوم..

- … إذا أحضري بعض الأنبو وقومي بالتحري عن هذه الفتاة.. لا نستطيع أن نترك أي شخص يبقى في قريتنا.. وخاصة في ظروفنا الحالية..

- حاضر

*صمت ثم صوت الرعد*
تييت-تيييت-تيييت كرراك..

ساكورا! أنا قادم!…. آه؟

طرّف ناروتو عينيه بدهشة ناظرا إلى أرجاء الغرفة، لماذا هو موجود على الأرض.. ولماذا غطائه ووسادته في الجهة البعيدة للغرفة؟

في تلك اللحظة فطن إلى أنه ممسك بشيء ما. نظر إلى يديه فوجد أنه يحتضن خفّ ملفوف بملابس داخلية زرقاء اللون.. رمى ناروتو المزيج المرعب بعيدا عنه بخوف. ثم تثائب وهو يغلق المنبه الذي لاحظه لتوه. تمطى بكسل وهو ينهض واقفا.. ثم حك مؤخرته بأناقة وهو يتعثر برشاقة في طريقه إلى الحمام.

وقف ناروتو في الشارع أمام العمارة.. كم يكره هذه الأيام. ثم تذكر الفتاة التي لاقاها في اليوم السابق.. لربما مان من الأجدر عليه أن يذهب ويتفقد على أحوالها. تردد المراهق أشقر الشعر للحظة مفكرا.. ولكنه سريعا حسم أمره فهز كتفيه بعدم اكتراث وهو يتجه ناحية المشفى.

الغرفة رقم 15

أشكرك..

تثاقلت خطى ناروتو وهو يمشي في الممر الأبيض اللون.. تفوح منها رائحة قوية من المعقمات الطبية.. لم يحب المستشفيات يوما في حياته، لطالما ذكرته بأشياء أليمة يفضل أن يبقيها في طي النسيان.

وصل القينين إلى الغرفة المقصودة فتوقف للحظة ثم طرق الباب خفيفا.. لم يتلق الشاب أية إجابة فدفع الباب برفق ناظرا إلى الداخل… ممرضة ذات شعر بني قصير كانت واقفة بجانب الفتاة وهي تصلح من وضع قميصها.. فقالت الممرضة بابتسامة مشرقة:

حسنا.. كل شيء يبدو على ما يرام، جراحك تلتئم بصورة طبيعية.. سأتفقدك لاحقا.

ثم وجهت ابتسامتها اللطيفة ناحية ناروتو الذي دخل ببطء.. ثم تركتهما لحالهما وهي تهز رأسها بهدوء مغلقة الباب خلفها.

سمع ناروتو الباب وهو يغلق وهو يتخذ مجلسه على كرسي صغير بجانب السرير.. إبتسم ابتسامة صغيرة للفتاة ولكنها لم تبادله الإبتسامة بل رمقته بنظرة خاوية..

مـ مرحبا.. أنا اسمي ناروتو أوزوماكي..

….

… حسنا…

….

لم يعرف ناروتو ما يقوله.. وهذا لا يحدث أغلب الأحيان.. ولكنه سمع الفتاة تقول فجأة بصوت خافت:

شكرا..

هاه؟

أنت الذي جلبني إلى هنا بالأمس صحيح؟

أ-أجل..

قالها بتردد ثم ابتسم وهو يحك مؤخرة رأسه. بادلته الفتاة الإبتسامة الخافتة هذه المرة ثم عم الغرفة صمت شديد..

وقف ناروتو قائلا:

حسنا.. أتمنى لك الشفاء العاجل..

نظرة له الفتاة للحظة وانفرجت شفتاها وكادت أن تقول شيئا.. ولكنها صمتت وخفضت عينيها وهي تهز رأسها ببطء.. رحل ناروتو.. وعندما كان يتمشى في الشارع راجع الصورة في ذهنه.. هو يكاد يقسم أن نظرتها كان مفعمة بخيبة أمل.. ولكنه هز رأسه نفيا.. لماذا يخيب أملها.. لابد أنه يتخيل الأمر وحسب.

تابع ناروتو بقية يومه كالمعتاد.. لقد حصل على مهمة من مستوى C وكانت سهلة.. ولكننها كانت في الجهة البعيدة من أرض النار، فوجد ناروتو أن الساعة قد قاربت الثالثة فجرا عندما رجع إلى منزله.

قرر ناروتو إعطاء تقريره في الصباح اللاحق.. فرمى حقيبة ظهره فوق شيء ما ثم اتجه مباشرة إلى الفراش وترك جسده يسقط فوقها وسرعان ما كان يغط في النوم…

لقد جاء من جديد….

من؟

القينين الذي جاء بها أول أمس..

وهل احتجزتموه؟

بأي عذر؟ زيارة مريض.. لا يمكننا فعل ذلك وأنت تعرف هذا.. ليس ضد القانون أن تكون مجهول الهوية

حسنا نحن لا نحتاج احتجازه على أي حال.. ولكن إذا جاء مجددا تأكدي من مراقبته بعناية.. إذا فعل أي سيء مريب أنا أريد أن يضبط في جرمه..

حاضر..

ناروتو~… ناروتو… ناااروتو…. ناروتووووووو

هاه؟ ماذا؟….

نظر ناروتو حوله ليجد نفسه على الأرض ثانية.. ثم تطلع ناعسا في أرجاء الغرفة، فقط لتثبت عيناه على النافذة المفتوحة متمتما:

- هاه؟ آنسة ساكورا.. ما الذي…

وفي تلك اللحظة فطن أنه مازال بالمنامة فصاح مذعورا وهو يجذب الملائة ليخفي منامة الدبدوب الطفولية:

- آنسة ساكورا!

قلبت ساكورا عينيها بملل ثم قالت:

- هيا انهض الساعة الآن الثانية عشرا ظهرا.. لماذا مازلت نائما؟ انسى الأمر. السيدة تسونادي تريد تقرير مهمتك أمس.. وستصرخ في وجهي أنا إن لم تحصل عليه.. ولذلك فانهض وارتدي ملابسك وأتي بالتقرير حالا..

تثائب ناروتو والمعلومات تتخذ طريقها لعقله ببطء.. وعلى ما يبدو كان أبطأ من اللازم، فقد بدأ صبر ساكورا ينفذ وناروتو يتمطى بكسل ويتثائب.. ثم حك عينيه وتثائب..-ارتعاشة-.. ثم حك رأسه وتثائب.. -قبضة-.. ثم تمطى مجددا وتثائب.. -نبضة-.. ثم….

- أسرع بحق الجحيم!

صاحت بها ساكورا وهي تلكم ناروتو لوعيه..

- أشكرك ناروتو على هذا التقرير المفصل.. وبالمناسبة، ما بها عينك مصابة؟

قالتها تسودنادي وهي تحدق بالفتى المبعثر المظهر بشكل يثير الشفقة.. فهمهم ناروتو واجما وعينيه للأرض:

- سا همم با رو ها شي….

- ماذا؟

لم يتعب ناروتو نفسه بإجابتها وهو يخرج من مكتبها بخطوات مثقلة.. عندما كلن في الخارج رفع عينيه للسماء، محدقا بالشمس الساطعة غير مبال بالوهج الذي ألمّ بعينيه.. سمع صوت حركة، وقبل أن يستطيع أن يزيح عينيه من السماء وجد الظل يغلب عليها:

- وااهوو..

- آخخ…

- هاي ناروتو!

- كييبااا أزح كلبك عني.. لا أستطيع أن.. أتنفس…

تحرك الكلب العملاق للجنب، وناروتو يشهق والهواء يدخل إلى رئتيه.. نهض كيبا من فوق كلبه ليقف فوق ناروتو عملاقا مخيفا قائلا بابتسامة واسعة:

- ياه! لم أرك منذ مدّة يا صديقي..

نهض ناروتو بصعوبة ثم قال:

- هذا صحيح.. أين كنت طوال هذه الفترة؟

وضع كيبا يده فوق رأس أكامارو قائلا:

- هذا لأن السيدة الهوكاجي كانت تمطرني بالمهمات منذ فترة.. في الحقيقة لقد رجعت من واحدة لتوي.. ممم.. ما رأيك أن نذهب للغذاء معا بعد أن أعطيها تقريري..

هز ناروتو كتيفيه بلا مبالات مهمهما:

- حسنا..

اتسم كيبا ناحية الساقي الجميلة التي مرت بجانبهما وناروتو يقول وهو يستد إلى يده:

- ذكرني مجددا لما نحن هنا؟

أخذ كيبا قضمة شرسة من قطعة اللحم التي أمامه ثم قلا بفم مليء بالطعام:

- لأنني أنا من يشتري وأنا أفضل اللحم للحساء..

تجهم وجه ناروتو وهو يدفع صحنه بعيدا.. هو ليس من الناس الذين يتقززون بسهولة، ولكن شيئا ما في طريقة أكل كيبا كانت تقمع شهيته بنجاح تام..

ابتسم كيبا لكلبه أكامارو ثم جرع جرعة طويلة من الماء وأخذ قضمة كبيرة أخرى من اللحم فقال بين القضمات:

- إذا.. مالذي فعلته في هذه الآونة الأخيرة؟..

حدق ناروتو بصديقه منزعجا للحظة، بدى له وكأن كيبا لا يستطيع أن يقول شيئا دون أن يكون طعاما في فمه.. ثم تنهد.. فرفع كيبا إحدى حاجبيه متسائلا:

- هل من خطب ما؟

هز ناروتو رأسها مجيبا بسرعة وبإبتسامة صغيرة:

- لـ لا شيء..

ثم التفت بعيدا فهز كيبا كتفيه مضيفا:

- كيف كيف الأمور بينك وساكورا هل تخرجان بعد؟

هز أشقر الشعر رأسه نفيا قائلا:

- لا لا..

- مازَالت متعلقة بساسوكي ها؟

هز ناروتو رأسه باإيجاب هذه المرة ثم سأل وهو يلعب بحبة بازلاء بطرف شوكته:

- وماذا عنك وهيناتا؟ أراكما مع بعض كثيرا هل أنت صديقها الآن؟

بدى الرعب على وجه كيبا للحظة وهو يجيب:

- لا لا.. هيناتا ليست من الطراز الذي يعجبني، هي مثل أخت لي.. بالإضافة أنه لاحقا بدى لي وكأنها معجبة بك أنت..

كانت هناك لحظة من الصمت الطبق ثم انفجر المراهقان ضاحكين.. فقال ناروتو وهو يمسح دمعة وهمية تسللت لعينه من كقرة الضحك:

- تخيل؟ أنا و هيناتا نخرج مع بعض..

- أجل أجل.. كان ذلك ليكون خطأ فادحا منكما..

- ولماذا ذلك؟

- لا سبب حقا.. ولكنني لا أستطيع أن أتصور هيناتا تتحمل طباعك الشاذة..

رمق ناروتو صديقه بنظرة متسائلا ثم تجاهل الأمر، وهو يلتفت ناظرا خارج النافذة مراقبا بضع طيور محلقة..لسبب ما تذكر الفتاة التي تركها في المستشفى.. لربما عليه أن يزورها، ففي أخر مرة بدت له وحيدة للغاية..

نهض ناروتو فجأة قائل:

- يجب أن أذهب..

نهض كيبا بدوره ومد يده داخل جيبه سائلا:

- ما الأمر؟

- إنه لا شيء.. سأزور صديقة لي في المستشفى فحسب..

عبث كيبا بمحفظته مضيفا:

- هل أعرفها؟

- لا..

قالها ناروتو ببساطة وهو يبدأ بالرحيل قائلا:

- أراك لاحـ…

قاطعه كيبا يناديه من الخلف بكياسة:

- آه ه .. ناروتو؟

التفت ناروتو للخلف متسائلا فرأى تعبيرا خجلا يرتسم على وجه كيبا الذي قال:

- هل آآ.. هل معك نقود الآن.. فأنا.. آ.. مفلس..

رفع ناروتو حاجبا وهو يقول:

- وكل المهمات التي كلفتك بها السيدة تسونادي.. ألم تدفع لك مالا؟..

بدى كيبا وكأنه يحمر خجلا وأخذ خطوة للوراء، ثم أجاب خجلا وابتسامته المتوترة تزداد اتساعا:

- بـ بلى.. ولكنني.. مم.. هدرت المال كله مسبقا..

- ماذااا؟!

التفت كيبا بعيدا وأحاب وهو يحك خذه:

- آه حسنا، الأمر وكأنه لم يكن لدي المال أصلا.. الموضوعهو أنني استدنت من السيدة تسونادي بعض المال.. وعندما لم أستطع أن أرد لها المبلغ.. جعلتني أعمل ساعات إضافية تسد ما أخذته..

- وكم استندت منها؟

- 13000 ريو.. و..ولكن هذا ليس موضوعنا.. -الريو هي العملة المستخدمة في البرنامج.. وقد قال المؤلف أن الريو تعادل قرابة عشر قروش-

صدم ناروتو بالرقم الخيالي فصاح:

- وما الذي كنت تحتاجه من هذا المبلغ؟

اقترب ناحيتهما رجل ضخم من عمال المطعم زحملق في وجهيهما بنظرة مرعبة سائلا:

- إذا..من منكما سيدفع الحساب؟

ازدرد الشابين ريقمها بصعوبة مغطيان بظل الرجل..

حدق ناروتو بحزن في حقيبة ماله الضفدعية الفارغة مهمهما بغيظ:

- الأحمق كيبا وشهيته الكبيرة الحمقاء…

ثم التفت لصديقه صائحا:

- تبا لك يا كيبا! لقد عملت جاهدا كي أحصل على هذا المال..

ربت الشاب داكن الشعر على كتف صديقه الأشقر مواسيا، ثم قال بابتسامة صغيرة:

- حسنا..امم.. سأرد لك المبلغ…. ربما…

ثم ابتعد راكبا كلبه بعد أن أوصل صديقه لبوابة المشفى وصاح:

- أراك لاحقا ناروتو!

غمغم ناروتو شيئا بغيظ واضعا يديه داخل جيب السروال ودخل المستشفى.

طرق ناروتو الباب بخفة، ثم انحنى ناظرا من فرجة الباب.. فوجد الممرضة عاكفة على الفتاة تفحص جرحها.. التفت بعيدا ووجهه يحمر قليلا، لماذا يجدها في اللحظة التي تفحص فيها..

- يمكنك الدخول..

سمع هتاف الممرضة وهو واقف في الخارج،فدخل ووجهه مازال محمر.. فقالت الممرضة للفتاة وهي تبتسم بإشراق:

- جرحك يلتئم جيدا

بدى في عيني الفتاة الخامدتين نظرة متعَبة وهي تقول بخفوت:

- هل يمكنني الرحيل بعد؟

تغير حال الممرضة فجأة وعم الغرفة صمت مريب ثم قالت الممرضة بجفاء مفاجئ:

- …..ليس… بعد…

ثم أسرعت خارجة من الغرفة.. فحركت الفتاة عينيها الباردتين ناحية ناروتو الذي تقدم نحوها في الغرفة.. ثم جلس على كرسي قرب الفراش.. سيطر الصمت على الغرفة الصغيرة ولم يتغير الحال لفترة سوى بزقزقة العصافير..

فازدرد ناروتو ريقه متمتما:

- إ..إذا….

التفتت له الفتاة مهمهمة:

- همم؟

- أنا آه ه.. أرى أنك تتحسنين.. هذا جيد..

- همم..

رجع ناروتو إلى شخصيته المعتادة فجأة فقال بابتسامة واسعة:

- يبدو أنك لست من هذه القرية.. صحيح؟

التفتت له قليلا قائلة:

- وما الذي يجعلك تقول هذا؟

ولكنها في تلك اللحظة التقت بعينيه الزرقاوين فأشاحت ببصرها مجيبة بخفوت:

- أجل..

اتكأ ناروتو للخلف وهو يسألها:

- إذا لماذا جئت لكونوها؟

ترددت الفتاة لحظة ثم أجابت:

- فقط.. على سبيل الزيارة…

نظر لها ناروتو لثانية قصيرة ثم التفت بعيدا قائلا:

- أجل إن كونوها قرية جميلة..

حملقت الفتاة بتركيز أكبر في حجرها مغمغمة:

- أجل..

ران الصمت مجددا قبل أن يسأل وهو يرفع عينيه:

- من أين حصلت على ذلك الجرح؟

رفع عينيه ليرى نظرة منذرة بالويل مرتسمة في عينيها.. سرعان ما أساحت الفتاة بوجهها بعيدا، في حين ظل هو محدقا بها مندهشا لكل ذلك الشر الملخص في التعبير على وجهها.. ولم يمض طويلا قبل أن ينهض هو عازما على الرحيل وعدم الرجوع أبدا ولكن..

في تلك اللحظة همست هي:

- ناروتو؟

توقف هو والتفت ناحيتها مدهوشا قبل أن يجيب بتردد:

- نـ نعم؟

دارت باتجاهه وفي يدها تفاحة حمراء جميلة قائلة بصوت خفيض:

- هل.. هل تريد أن تتقاسمها معي؟

تردد ناروتو ولكنه رأى نظرة الذنب الحزينة المرتسمة على وجهها، وكانت مخفضة نظرها لا تقوى على رفع عينيها.. فابتسم قليلا مجيبا:

- حسنا..

مدت له نصف التفاحة على وجهها بسمة شاحبة.. هل هذا معقول؟ أهذا أول مرة يراها تبتسم؟ أخذ منها قطعة الفاكهة مفكرا ما يجب عليه قوله:

- هل لديكِ أصدقاء أو عائلة؟

- أَيْ!

شهقت الفتاة وهي تُسقط السكين المعدني على أرض الغرفة بصوت رنان.. فالتفت ناروتو ناحيتها بسرعة قائلا:

- ما الأمر؟

- أنا آآ….

كانت قد جرحت يدها أثناء قطع قطعة التفاح.. فالتطخت الراشيف البيضاء بدمها الذي يقطر بدون انقطاع من إصبعها الأوسط.. فجذب ناروتو يدها تجاهه قائلا:

- هات.. دعيني أرى ذلك..

ثم تفكر لحظة وأضاف بلهجة معاتبة:

- لا أريدك أن تنزفي بعد جرحك ذاك..

راقبته بجمود وهو يربط جرحها بقطعة شاش صغيرة ثم قال مبتسما:

- انتهيت، هكذا أفضل.. لم أظنك شخصا مستهترا لتجرحي نفسك وأنت تقطعين التفاح..

….

- أومَيْ

- هاه؟

- إسمي هو أومي.. لم أخبرك من قبل..

قالتها محدقة تجاهه.. لم يدر الشاب ما يقوله صم قالت هي (وكأنها تقرأ أفكاره) وهي تدفن بصرها في حجرها:

- لا بأس.. لا يجب عليك قول أي شيء..

نظر لها في عينيها فأشاحت بوجهها، ولكن عينيه الورقاوين طل في رأسها.

- يبدو أن المشاكل قادمة

- لماذا؟

- لا يمكننا احتجازها طويلا.. كما يبدو أن ذلك القينين قد تصادق معها..

- و؟..

- وهذا يعني أنه بعد فترة سيبدأ بالتساؤل لما لا تخرج من المستشفى..

- همم.. هل لدينا معلومات عن هذا القينين؟

*صوت حفيف ورق*

- ..مم إسمه ناروتو أوزوماكي..

- حسنا.. يبدو أن تصادق أحد النينجا الخاصين بنا شيء جيد..

- أيها المعلم؟

- هكذا يوجد شخص ليراقبها على الدوام.. شخص نثق به..

- ….

- سأتأكد مع السيدة الهوكاجي، وأقوم بالتفتيش عن هوية هذا القينين.. على الأرجح السيدة تسونادي ستوافق معي، ولكن حتى ذلك الوقت أجلي ما استطعت.. حاولي استبقائها حتى أستطيع تسوية الأمور..

- حسنا

*طرق على الباب*

- أدخل

- سيدتي الهوكاجي هل طلبتني؟

- إدخل يا كاكاشي.. هناك أمر أريد أن أناقشه معك.. الأمر مهم ويخص ناروتو..

- سـ سيدتي الهوكاجي ذلك…

- أنا أعرف يا كاكاشي ولكن هذا هو قراري..

أجابته تسونادي وهي تعقد أصابعا وتريح كوعها على المكتب.

- أنا أفهم يا سيدة تسونادي.. ولكنني لا أظن أنه من العدل وضع ناروتو في وضع كهذا..

وقفت شيزوني إلى الجانب متابعة الحوار بصمت.. فبالرغم من أنها توافق على ما يقوله كاكاشي، إلا أنها تثق بمعلمتها وقراراتها..

أغلقت تسونادي عينيها قائلة:

- أنا أعي ما أفعله يا كاكاشي.. أنا قلقة اكثر بما سيصنع ناروتو بعد علمه بالأمر..

تنهد كاكشي بضيق وهو يغلق عينيه، واستند إلى مكتب عاقد ذراعيه أمام صدره. هو يدرك لماذا تريد الهوكاجي فقل ما اعتزمته، ولكن الأمر قد يتطور ويضع ناروتو في خطر مباشر.

- كاكاشي.. أنت لم تجب سؤالي بعد..

أجابها بصوت هادئ:

- حسنا يمكن أن نتوقع أنه سيصبح دفاعيا كثيرا.. أنت تعرفين موقفه تجاه أصدقائه..

قفزت صورة ساسوكي إلى عقلها عند سماع تعليقه.. فهزت رأسها متحاهلة الأمر وكاكاشي يتابع:

- ناروتو شخص وفي للغاية.. ولكنه حشر نفسه في فوضة كبيرة كان في غناً عنها..

هزت تسونادي رأسها موافقة فتابع هو قائلا:

- ولكنني أظن أنك ستستطعين إستخدامه لمصلحتك دون أن يدرك ذلك.. ومع أنني لا أرتاح لذلك…

تنهدت تسونادي، هي ليست مرتاحة أكثر منه.. ولكن على الهوكاجي أن يفعل ما في مصلحت القرية، بالرغم من مشاعرهم الشخصية..

تنهدت مجددا فأضاف كاكاشي مشيرا:

- كما يمكنك أن تتوقعي نوبة غضب كبيرة عند اكتشافه للأمر، وهو ما سيحدث في نهاية الأمر.. أنا لا أحاول أن أصعب عليكي عملك، أنا ببساطة أوضح لك الحقائق..

هزت تسونادي رأسها بتفهم، ثم قالت بضيق:

- يا ليت ناروتو يتصرف مثل أي نينجا عادي ويقبل الأوامر الموجهة له بدون مناقشة..

بدت في عين كاكشي لمعة أشبه بالضحكة بعد تعليقها هذا.. فبالرغم من أنهما يتمنيان ذلك، كانا يعرفان أنه لن يحدث أبدا.

مع خالص اعتذاري للانتظار الطويل! أقدم الفصل الرابع!

أرجو من السادة القراء التعليق بعد الإنتهاء.. وشكرا! ^w^

تفضلي..

قالها الأشقر وهو يرمي إليها بتفاحة حمراء جميلة. تلقفتها الفتاة الجالسة على فراش المستشفى بابتسامة باهتة.. فقد أصبح تقاسم التفاحة أقرب لطقس لا تحلى الزيارة بدونها. فناروتو يزورها بانتظام لما يقرب للأسبوع ونصف الأسبوع.

أتخذ ناروتو مجلسه المعتاد بجانب فراشها، ثم قضم من الفاكهة التي بيده قائلا:

أرى أن جرحك تحسن كثيرا

ابتسمت آومي وأجابت:

نعم أنا… آي ي ي

بترت الفتاة عبارتها لتشهق بألم عند رفعها لكتفها الأيسر. فقال ناروتو بسرعة وهو يحدق بها بقلق:

احترسي.. فأنت لم تشفي تماما بعد..

ارتسمت على شفتيها ابتسامة حزينة وهي تجيب:

نعم… ولكنني لا أعتقد أنه سيكون مثلما كان قبل أبداً

حدق بها ناروتو بإشفاق للحظة قبل أن يهتف بحماس:

لا تقلقي بهذا الشأن.. فالجدة ستصلحك بدون جهد يذكر.. فهي نينجا طبية بارعة للغاية!

الجدة؟

رددتها آومي بحيرة.. فهز ناروتو رأسه وقال مشيراً بيده:

أجل.. هي هوكاجي كبيرة الصدر.. هي تبدو صغيرة في العمر ولكن…..

بتر عباراته عندما قاطعه صوت مألوف يقول:

ناروتو؟

التفت القينين ناحية الباب ثم هتف:

ساكورا! ما الذي….

مرة أخرى قاطعته وهي تقول بسرعة:

السيدة الهوكاجي تريدك في مكتبها

ثم التفتت ناحية آومي وبدا أنها قد لاحظت وجودها للتو فقط فقالت بابتسامة خفيفة:

آه آسفة لم ألحظ وجودك و…..

لكنها بترت عبارته بغتة عند رؤية النظرة المخيفة التي رمتها بها الفتاة الأخرى، وبعثت في جسدها قشعريرة باردة.. فالتفتت ساكورا ناحية ناروتو قائلة بسرعة:

حسنا امم، الأمر عاجل، لذا يحسن أن تذهب الآن..

ألقت رسالتها ثم هرعت خارجة من الباب كأن شياطين الدنيا كلها تطاردها.. فهتف ناروتو مندهشا:

آ آآ ساكورا؟! أنا…

ولكنه أدرك أنها لن تسمعه فهز رأسه بحيرة مغمغما لنفسه:

ترى ما خطبها؟

ارتسمت على وجه آومي نظرة غامضة وهي تحدق بحجرها، وصمت مريب يسود الحجرة، بل يغمره تماما..

*طرق على الباب*

- أدخل

- أيتها الجدة هل طلبتني؟

انعقد حاجبا تسونادي بضيق وهي تقول:

تسه.. ألم أقل لك أن تتوقف عن مناداتي بهذا الاسم.. على أية حال هناك أمور أكثر أهمية أن نناقشها..

اقترب ناروتو أكثر من مكتبها مرهفا سمعه، فمن مظاهر الأمور يبدو أنها جدية للغاية.

انتظرت تسونادي حتى أغلقت شيزوني الباب، ثم أخذت نفسا عميقا وهي ترجع بصرها ناحية الأشقر قائلة:

الفتاة التي بالمستشفى.. التي تزورها كل يوم..

توقفت تسونادي للحظة وهي تفحص ناروتو بنظرة متمعنة، فحدق بها بحيرة فأضافت:

ما الذي تعرفه عنها؟

حك ناروتو مؤخرة رأسه لحظة ثم أجاب:

آاه ه ليس كثيرا.. اسمها آومي و…. حسنا هذا كل ما أعرفه عنها في الواقع..

صمت لحظة مفكراً ثم أضاف بابتسامة صغيرة:

هي لا تتحدث كثيرا…

تبادلت تسونادي نظرة سريعة مع شيزوني قبل أن تقول ببطء:

هي ستخرج من المستشفى اليوم…

حدق بها ناروتو صامتا فهو لم يكن يعرف ذلك.. فأضافت آمرة:

ناروتو، أريد منك أن تراقبها جيدا..

أجابها ناروتو بلهجة مرتبكة، محاولا فهم غرضها من ذلك:

حـ حسنا..

و لا أريدك أن تغفل عنها لحظة واحدة، أفهمت؟

حـ حاضر.. و ولكن…

ولكن ماذا؟!

حسنا.. هي من خارج القرية.. تقريبا… أين ستبقى؟

صمتت تسونادي مفكرة بعمق، فأضاف بلهجة مترددة:

يمكنها البقاء معي…

حدقت به تسونادي، وهي تقلب الإمكانيات برأسها.. ثم لم تلبث أن تراجعت في مقعدها بزفرة قصيرة، قبل أن تقول وهي تغلق عينيها:

حسنا..

فهتفت بها شيزوني باستنكار:

السيدة تسونادي؟‼

رمقتها تسونادي بنظرة غاضبة فزمت شفتيها رغما عنها وهي تشيح بوجهها بضيق. التفتت تسونادي ناحية الأشقر قائلة:

هل فهمت؟

هز ناروتو رأسه ببطء، ولكن عقله كان يتسابق كالخيول، لماذا اقترح ذلك؟ لم تخطر الفكرة برأسه من قبل.. ثم لماذا قبلت تسونادي؟ ألم تكن من أشد المعارضين للمنازل المختلطة؟ غريب.. خرج ناروتو من المكتب وأغلق الباب خلفه بهدوء.

لم يكد ناروتو يخرج عن مدى السمع حتى التفتت ناحية تسونادي هاتفة:

السيدة تسونادي!كيف أمكنك السماح بهذا؟!

لم تجب تسونادي فتنهدت وهي تغلق عينيها.. في قلبها هي أيضا معارضة للفكرة، ولكنها تدرك في الحين ذاته أن هذه هي أفضل طريقة للتحكم في الأمور بالوقت الراهن.

فور خروج الهتاف من بين شفتيها أحست شيزوني بالذنب لصياح في وجه معلمتها.. هي تدرك المصاعب التي تواجهها تسونادي، فلا ينقصها شخص أخر ليضغط عليها.. خفضت شيزوني عينيها بخجل وقائلة:

آسفة..

تمتمت تسونادي بصوت خفيض:

لا بأس..

ثم تنهدت بعمق وهي تضيف لنفسها:

ناروتو.. كن حذراً أرجوك..

أرجوك..

مشى ناروتو ببطء نحو المستشفى شاردا.. سيستضيف فتاة غريبة في شقته، في شقته، في شقته، في شقته، في شقته….. في شقته. فلب الفكرة في رأسه، محاولا النظر في الموضوع في كل أوجهه… ستكون فتاة في شقته، سترى أسل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mabrouki.yoo7.com
 
عين الذئب..الجزء الاول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عين الذئب ...الجزء الثاني
»  الفصل الاول من حكم تارك الصلاة
» ماخص هاري بوتر الجزء 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
M@BrOuKi :: Fanfiction: anime,manga,books-
انتقل الى: